صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/117

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۱۱ فيجي، جلجل جلجوت جلجلت يضع القطيرة في السليك لديك ! وقال في صفحة 106. ونهراً كمرآة مهجورة على وجهه من جواها أثر يصف النهر في الشتاء لأن رعدة النسيم مجمد وجهه ولكن لا يكاد أحد يفهم كيف يكون على وجه النهر أثر من جوى المرأة المهجورة فالصواب على وجهها أي وجه مرآة المهجورة . ويبقى أن مرآة المهجورة لا يكون على وجهها من جوى هذه المهجورة شيء لأنها مرآة من البللو لا من اللحم والدم حتى يمكن أن تظهر فيها صفرة ونحول ( أمال إيه المعنى ياترى ? ) المعنى يعرفه هذا اللص ولم يستطع نقله كعادته دائماً وهو للخالدي الكبير يصف البدر وقد غشاه غيم رقيق فيقول : والبدر منتقب بغيم أبيض هو فيه بين نحفر وتبرج کتنهد الحسناء في مرآنها كملت محاسنها ولم تتزوج هذا هو الوصف التام البديع لأن الحسناء التي كملت محاسنها ولم تتزوج منى رأت جمالها في المرآة تنهدت فيغشى المرآة غيم رقيق يلوح وجهها من تحته كالبدر في نقاب الغيم . . أما بيت العقاد فهيهات أن يفهمه أحد ولو بالتوهم الا اذا وقف على هذا الأصل فيفهمه حينئذ ليرميه في وجهه و يقول له ( غور يا شيخ ) في ديوان هذا المراحيضي أبيات منسجمة حسنة السبك كأنها من سائر شعره بقايا مبنية في خرائب متهدمة . وأكثر شعره ركيك يلتوي فيه المعنى أو يضطرب السبك . أو يقصر اللفظ عن الاداء فإما ظهر الكلام غامضاً لا يفهم أو ناقصاً لا يبين أو معقداً لا يخلص ، و إما لغواً وهذياناً أو قريباً منهما وعلى هذه الوجوه أكثر شعره . والسبب في ذلك تمويله على السرقة والترجمة واجتهاده في اخفائهما ولا يكون اخفاء السرقة إلا بتحويل المعنى أو النقص منه وقلما يفلح العقاد في هذه الناحية لانه لا يستطيع أن يزيد في المعنى المسروق أو يجيء به أحسن من أصله كما عرفت في كل