صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/118

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ما أوردناه من سرقاته فكلها نازل منحط . أما اخفاء الترجمة فيكون بالتصرف فيها وبهذا يفقد المعنى جماله الشعرى أوالفلسفي أوالبياني و يجيء كالمعنى المسروق مضطربا ناقصاً مخبأ الوجه كيلا يعرف فضلا عن أن ترجمة الشعر الاوروبي شعرا عربياً قلما تخلص إلا للافذاذ من أهل البيان العربي والقادر بن على اخضاع هذه اللغة والمتمكنين من أسرار الفاظها والموهوبين في أدمغتهم عقولا بيانية ، وليس في العقاد من هذا كله شيء يذكر وهو يعرفه ويقر به ولا يكابر فيه لانه لا يدعي أنه (جبار ذهن ) إلا من الناحية العقلية المحضة وبحسب هذه العقليه شيئا غير البيان وهنا موضع من مواضع جهله فان شكسبير أو عوته أوشاراو بيرون أوشياللى أو هيجو أوطا عور أوسواهم من جبابرة الادب في العالم لم ينبغ بهم العقل المحض بل العقل البياني وحده أي العقل المخلوق للتفسير والتوليد وتلقى الوحى وأدائه واعتصار المعنى من كل مادة وادارة الاسلوب على كل ما يتصل به من المعاني والآراء لينقلها من خلقتها وصيغها العالمية الى خلق انسان بعينه هو هذا العبقرى ، فكل الذين ينكرون على البيان العالى الاوالأسلوب واللغة من العقاد وأمثاله انما يفضحون جهلهم وتقصيرهم ويثبتون أنهم في غمار الناس وأنهم لا يصلحون للعبقرية الادبيه ولا تصلح لهم أولا تصلح بهم . ومما علمت من ضعف العقاد في هذه الناحية تعلم السبب في ركاكته وتعقيده وأنه لا يفلح لا مترجم شعر ولاسارق شعر مع أن تعويله إنما هو على الترجمه والسرقة وعلى إفسادهما لأخفا نهما ، فكل ما أصبته في شعر هذا المراحيضي من معنى مقعد أونظم ملتو أو بيان ناقص أوسبك غير مخلص، فاعلم أن هناك موضع ترجمة أوموضع شرقه لابد من أحدهما ، ولا تنخلف هذه القاعدة في شعر العقاد مطلقاً وهي مفتاح سر من أسراره قد وضعناه في يدك .

ونعود فنفتح الديوان . يقول صاحب مرحاضه في صفحة 158 : سفاها لعمري عدنا الخطو بعده اذا كان لا يدنو بنا من مؤمل بريد العام الجديد ومع هذه الركاكة فقوله ( سفاها ) لحن ويجب أن تكون