صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/121

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

O 110 جمع دستان وهو الوتر ( وتر العود ونحوه ) وانما الدساتين هي هذه الخشبات التي تلوى عليها الاوتار ويسميها أهل الصناعة ( الملاوي ) وفي صفحة 43 يقول في شرح هذا البيت والشعر ألسنة تفضى الحيلة بها الى الحياة بما يطويه كنان ! فيقول في الشرح : انما يتكلم الشاعر ويسمعه السامع بالحياة المستقرة في كل منهما فكأن الحياة انما تتخاطب نفسها بالشعر (وتخاطب من با انثر باصاحب مرحاضه) والحياة بغير الشعر جميلة ولكنها كالحسناء الخرساء والشعر يدوم مادامت الحياة في الانسان أوغير الانسان( فالحمار شاعر مثل العقاد مادام كلاهما حيا و برهان أن كليهما شاعر هو أن كليهما حي) وأن صرير الجندب ونقيق الضفدع في الليلة القمراء لهما ضرب من الشعر لانهما لسان مافي الجندب والضفدع من حياة وجمال (وكذلك نهيق الحمار ضرب من الشعر الخ) أنظر أيها القارىءأى شرح هذا وأى بيت ذاك وكذلك يفعل المراحيضي حين يعجز عن ابراز المعنى فيعمد الى الشرح بمثل هذا الهذيان الفلسفي الذي بغر تلاميذ المدارس و بعض كتاب الجرائد وما أسخف الشعر اذا كان لا يوقف على معناه الايضر القارىء الى الشاعر ضم الشرح والمتن ؛ والمعنى الذي يريده العقاد مسروق من التصوف فان الصوفية يقررون في كلامهم كل ماجاء في هذه القصيدة من مثل هذه المعاني ومنه قول بعضهم لا يكمل المريد حتى يكون مايسمعه من نهيق الحمار كالذي يسمعه من دواخل المغنين (1) (1) كلمة دواخل هذه من الكليات القديمة التي أميتت وكانوا يريدون بها مشاهير المطربين ومنها قول الشيخة زعزوعة زجالة مصر في عهدها وهو من أقدم الزجل دواخل مصر في قاعة خداهم بنت جنكية وزعزوعة ترقصهم على شامي وشاميـة فحبذا لو أحببت هذه اللفظة فان فيها معاني نفسية ظاهرة وان كان أصل اشتقاقها بعيداً ذلك ؟