صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/126

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۲۰ وألنه كما أبرد غلقي وهيهات لا تلقى مع النار راويا لا يبرد ناره ثغر حبيبه !! أين هذا من قول ابن الرومي ومنه سرق : أعانقها والنفس بعد مشوقة اليها وهل بعد المناقي تداني وألثم فاها كي تزول حرارتي فيشتد ما ألقى من الهيان وما كان مقدار الذي بي من الجوى ليشفيه ما تلم الشفتان كأن فؤادي ليس يشفى غليله سوى أن يرى الروحين تمتزجان هذا وأبيك الشعر والبيت الأول وحده بخمسة وعشرين عقادا وقد مسخه هذا المغرور في قصيدته أيضا . ونقف عند أبيات ابن الرومى هذه ليفرغ القارىء من نورها على روحه فتر حض عنها أقدار شعر المراحيضي أخزاه الله فان كلام هذا الثقيل لو ظفرت به الكيمياء الحديثة لأخرجت منه غازات ملوثة ، وغازات مقيتة وغازات للصداع وغازات خانقة ! ولعل العقاد يعلم بعد الآن أنه في شعره ومقالاته كالمستنقع في قرية ، هو و إن كان عند نفسه أقيانوس القرية وصبيانها ! ولكنه ليس كذلك لا في العلم ولا في الحق ولا عند غير الصبيان ! ولا ينفعه شيئاً أن يستدل على أنه أقيانوس بتلك البواخر العظيمة السابحة فيه التي يسميها بلسانه بواخر و يسميها الناس ضفادع ...