صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/18

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

12

أنه أهون وأسقط من أن يعبأ به أحد من الأدباء، وعَلِم أن الاحترام كان لمنزلة جريدة البلاغ لا لمنزلته هو.

وماذا كان يعمل في جريدة البلاغ؟ ولماذا أُخرج منها؟ كانوا يحتاجون إلى سفيه أحمق يُسافه عنهم جريًا على القاعدة الحكيمة القائلة «إن الكريم لا يحسن به أن يكون سفيهًا، فيجب أن يتخذ له من يُسافِه عنه إذا شُتم»، فلم يَرَوْا أكفأ من العقاد وقاحةَ وجهٍ وبذاءة لسان وموت ضمير، وحمقًا أكبر من الحمق الإنساني، ولؤم نفسٍ بقدر مجموع كل ذلك، سفيه مكرم بحكم السياسية!!

وما تقول في كاتب يناقش الدكتور هيكل رئيس تحرير «السياسة»، ذلك النابغة الذكي والإنسان الرقيق، فيكتب عنه في صدر جريدة البلاغ «كتب الولد المسطول»!!! ويناقش الأستاذ خليل بك ثابت رئيس تحرير «المقطم»، وهو كاتب سياسي محنَّكٌ دقيق الفكر متَّسع متفنِّن، وقد زعم في بعض المسائل أنها مسألة اقتصادية، فيقول له العقاد في صدر البلاغ: «اقتصادية ماذا يا مغفل!!!»

ثم وماذا تقول في كاتب لم يشتهر إلا بمنزلة «البلاغ» في الأمة، ولم يعش إلا منه، ثم يتطاول بلسانه على صاحب البلاغة نفسه — كما نشرت جريدة الأخبار — حتى يضطره إلى مثل الكلمة التي قيلت في السماء لإبليس (اخرجْ منها …)؟

ولكن هل لهذا العقاد قيمة حقيقةً؟ وهل يخشاه أحد من الأدباء كما يظن هو أو كما يخيل إلى بعض الناس في خارج مصر؟

أما أنا فأذكر للقراء أحدث دليل وقع من أيام فقط، وذلك أن أديبًا كبيرًا أراد العقاد أن يواجهه بلؤمه في مجلس رئيس تحرير مجلة من أكبر المجلات، فثار فيه الأديب، وقال له في وجهه بالحرف الواحد: «أنت وقح وسافل، وأنا أحتقرك ولا أعرفك1


  1. نحن نصف العقاد بالوقاحة، وفي يدنا كتابة بخطه وتوقيعه أعطانا إياها، ليثبت لنا إثباتًا قانونيًّا!! أنه كذلك، وهو كذلك يا عقاد.