صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/29

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

S ضدان باسم واحد، أوها شيء واحد باسمين مختلفين كما يقولهو في بعض تخليطاته. فقد رأينا له اليوم في مجلة « الجديد » مقالا عنوانه «ربة الجمال بلايدين» لمنكد نقرأ أوله حتى ضحكنا من جهل هذا الدعى العامي فهو يقول : كان هينى الشاعر الألماني بعيد الجمال ، و يعشق كل جميل ، وكان من عبادته في جحيم ؛ أو قل في نعيم !!! خدا بطن « هرشی » أوقفاها فانا كلا جانبي « هر شی » لهن طريق فان الجحيم والنعيم في عبادة الجمال شيء واحد باسمين مختلفين ، كما أن « هرشی » طريق واحد من حينها أخذتها ... (1) وثق أنك اذا قلت النعيم وأنت تعنى الجحيم أو قلت الجحيم وأنت تعنى النعيم ، فلا لوم عليك ولا مخالفة للحقيقة !!! لان الجمال ونعيمه كما قلنا شيء واحد . . ولأنهما داران موضوعتان على رسم واحد ! ! ! و فى سعة واحدة ! ! لا فرق بينهما داخلا ولا خارجا ! ! الا للوحة التي على الباب ! ! ...

عند هذا الحد ألقينا المقالة واكتفينا من خلط الرجل بالكلمات الأولى ، إذ لو بقى المعتوه يتكلم من طلوع الشمس الى غروبها لكان كل كلامه « باسم واحد » طبعا . وقد نبهتنا هـذه الكلمات الى الأصل الذي في نفس العقاد مما بجعل الاشياء كلها شيئا واحدا في اعتباره لا على مذهب وحدة الوجود ، فهو أبعد الناس عن فهم هذا المذهب وان ادعاه ، لان فهمه لا يكون الا بأنوار البصيرة و بادراك التجلى الأقدس : يعني لا يمكن فهم هذا المذهب الا بعد أن يتصفى الانسان من الرذائل كلها ويدرك بنور نفسه معنى النور الذي انبثقت منه نفسه . والعقاد في نفسه كله رذائل وظالمات . لا يكابر في هذا الا العقاد 1

(۱) ذكر هنا حكاية البدوي الذي تمثل بهذا البيت في حضرة عمر بن عبد العزيز فتركناها اختصاراً ولانه لم يصحيح نقلها