صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/30

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٤ واذا كان هذا الرجل يعتبر الأشياء كلها شيئا واحدا – لا على مذهب وحدة الوجود فعلى أي مذهب إذن ؟ الجواب : على مذهب وحدة غريزته هو . لانه لو صح ما يقال في منبته وأصله فالفضائل والرذائل حينئذ وكل ضدين مختلفين لا فرق بينهما عند مثله الا الاسم ، وفى لغته هو : « الا اللوحة ! ! ! وقبل أن تنتقل من هنا نحلل الكلمات القليلة التي نقلناها عنه ليعرف القراء أن هذا الكاتب الكبير العبقرى !!! لا يفهم ولا يكتب الا خطأ . من ضعف اذا كان هميني يعبد الجمال فهل يعبده إلا لأنه يعشق كل جميل ؟ إذن فباقي الجملة حشو جرائد . « وكان من عبادته في جحيم أو قل في نعيم » . ان « أو » لا تأتى إلا لا حد الشيئين . وهو يريد هنا الشيئين معاً جحيها ونعيما ؛ فلا معنى لاستعمالها وانما يتبع في هذا التعبير صغار المترجمين الذين يشتغلون بالترجمة الحرفية ويقول كما أن « هرشي طريق واحد من حينها أخذتها » فهرشي يا حضرة العبقرى ! ! ! ليست طريقاً، ولا معنى البيت يدل على ذلك ولالها « بطن (1)» كما تقول ، وانما تنقل نقلا عامياً وتفهم فهما عامياوليس فيك من العربية إلا كاتب جرائد على مقدار « الحالة الحاضرة » ... أصل البيت « خدا جنب هرشی » الخ وفي رواية خذى أنف هرشي أوخذا أنف هرشي الخ وهي ثنية أوهضبة لها طريقان ينتهى اليها من كانهما،فمن سلكهما كان مصيباً . إذن هي ليست « طريقاً واحداً من حينها أخذتها ، ياعقاد : والعجائب كلها في باقي العبارة وهي أسطر قليلة ولكنها تدل على ذهن جبار ، جمار ، جبار ! 1 رأينا مرة فتي يريد أن يظهر مظهر رجل مفتول العضل فحشا كميه ( 1 ) اذا كانت مضبة أوثنية أى أرضا مرتفعة فكيف يكون لها بطن ؟ ولكن وجد الكلمة محرقة ممسوخة فنقل من غير تميز كعادته وستأتى أمثلة لذلك وحكاية البدوي التي نقلها ممسوخة أيضا وأصلها الصحيح في معجم البلدان لياقوت العقاد