صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۲ أن يكون هناك بابان عليهما لوحتان ولكن يظهران العقاد رفع دعوى بطلب الحكم فيها بد أحد البابين لانه يفتح على ملكه الخاص !!! فحكم بسـده وانزال اللوحة التي كانت عليه وحينئذ صارتا دارین باب واحد !! أفتونا أيها القراء : أهذا جبار الذهن ؟ أهذا كاتب ؟ أهذا أديب ? أهـذا يفهم بيان العربية ? أم هي صنعة جرائد، ثم مغفارون من الكتاب لمغفلين من القراء؟ وتظاهر العقاد باحتقار الأدباء – مع أنه في نفسه يغلى حقدا وحسـدا – طريقة مسروقة يقلد فيها الكاتب الانجليزي الشهير « برناردشو » الذي يقول انه لا يجد عقلا يستحق احتقاره الا عقل شكسبير !!! ولكن انظر الفرق بين الأصل والتقليد ، « برناردشو » يحتقر النوابغ من جهة عقليته فلا يحسد ، والعقاد من جهة نفسيته فلا يعقل ، والاول يضع الآراء ويبتكرها والثاني يسرق ويدعى ، وذلك يحتقر احتقارا ساميا أساسه النظرف ، وهذا دنيء دنيء أساسه الحسد واؤم الطبع والعامية الثقيلة الآتية من الشوارع ، تلك التي توهم أهلها أن الأسمى لا بد أن يحتقر الأدنى ،فاذا تظاهر العامي الوضيع باحتقار رجل شريف أونابه عظيم كان ذلك في منطقة دليلا مقنعاً للناس أنه هو الأسمى والاشرف والأعظم !!! فالعقاد اص حتى في الصفات .وحسبك بهذا ومع أن برنارد شو ذكى نابغة فقد خرجوا من نقده وتحليله بأنه كالمخدوع المغرور أو هو مخدوع مغرور على الحقيقة بمناز بنقائص وعيوب اختص ببعضها وشارك الناس في بعضها ، وأن ثقته بنفسه تعقد الناس الثقة به فقد يعتقد أنه جاء بالكلمة الاخيرة في الموضوع الذي يعالجه في حين أن النقاد يكونون مقتنعين بأنه لم يفهم قط ، وينتهى من ذلك إلى أسخف الآراء وأبعدها في الخطأ مكانا، احيانا من شدة سموه الذي يتوهم وليس فيه الا رجـل عامى بحيث يرجع سطحی ضعیف . -