صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TA من نقله عند كلمة « الحرج ، لأنها أذكرتنا ما نعلمه من أن أديبا لام العقـاد يوما على حقده ، وكلمه في أن هدا عجز منه وضعف ، لأنه لو كان قوياً لنازل وصارع وأعطى كل ذي حق حقه ، فان القوة تعجب بالقوة وتقر لما هو أقوى . وقال له إن المتلاكمين أو المتصارعين يتصافحان على الحلقة ثم يتلاكمان ، وقد يقع أحدهما ثم يعودان صديقين لأنهما في قانون القوة الانسانية لا الوحشية . فقال العقاد : أنا طيب السريرة ولكن الناس يحرجونني أحيانا . كل كلام الرجل عن ابن الرومي هو من كلامه عن نفسه لذلك الأديب ، فلؤم ابن الرومي وسبا به و انحاشه و بذاءته وهجاء كل من مدحهم ووقوعه في الاعراض ، كل ذلك لأنه طيب السريرة !!! تعالوا يا علماء الاخلاق والآداب فخذوا هذا الاكتشاف الجديد عن جبار الذهن الذي لا يعرف ما هو الهجاء في الشعر العربي ولا ما هو تاريخه ، وأصلحوا لغات العالم كلها في تحديد معنى السفاهة والبذاءة وفحش القول ولعن أعراض الناس، فقولوا إن كل ذلك معناه ومنشؤه طيب السريرة ! ! على ما حققه جبـار الذهن المسمى عباس العقاد ! !

لقد سئمنا هذا الهذيان من هذا السخيف ولكن انظر التركيب العربي في كلامه لتعرف أنه هولا يفهم ما يكتبه وله من مثل هذا كثير جداً . يقول ان ابن الرومي لم يكن شريراً لانه كان كثير الهجاء . ثم يقول لو كان شريرا لما اضطر إلى كل هذا الهجاء . والمعنى الصريح في العبارتين ان كثرة الهجاء دليل قاطع في نفي الشر عن الرجل . ثم يقول « لو كان أكبر شرا لكان أقل هجاء » وهذه العبارة قاطعة في أن ابن الرومي كان شريراً لان أفعل التفضيل ( أكبر ) لا يذكر في الكلام إلا لتحقيق الزيادة في صفه يشترك فيها شيئان ويزيد أحدها فيها على