صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/36

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قصر عليه الجملة الحالية . وهذا من تلفيق الرجل وتعميته على القراء ليوافق كلامه الفاظ البيت ، اذ لو قال رضى « الناس ، ولا يحق «للناس» أن يغضبوا لتعرض للفضيحة لأن الشاعر نفسه لا يريد « الناس » بل من له خطر منهم . ويبقى أنه يلزم من تفسير العقاد أن الناس في عصر ابن الرومي كانوا على هذا الشأن فيما بينه و بين عمرو فقط واهملوا أمره مع كل من هجاهم وكل من ظلموه وكل من صبر عليهم . وهذا (فتح جديد) في التاريخ ويجب أن يضاف إلى اكتشافات العقاد ولعله كان كذلك لانه عمرو بن أم عمرو الذي قال فيه الشاعر اذا ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار ! نحن على يقين أن هذا العقاد ضعيف الفهم وهو يهرب دائما من التفسير في الآداب العربية لهذه العلة ، فان وقع مرة وقع على أم رأسه كما ترى في هذا البيت ومع أن الكتب الأوربية التي يغير عليها كثيرة الشروح والتعاليق والنقد ، فله سخافات في فهم الآراء الدقيقة منها كما سنبين ذلك . وما غطى عليه الا أنه دائما يسرق فيلخص وينتحل ولا يبين الأصل الافرنجي الذي يغير عليه لتمكن المقابلة معنی بیت ابن الرومي هو هذا : ان عمرا ذليل لا خطر له ولا شأن ، ولذلك لا يغضب له من له شأن ونباهة ، فان من كان بهذا الوصف لا يرضي بظلامي لمنزلتي عند ذوى الخطر ، وانما يرضى بظامى السفلة وامثالهم من الحشوة والطعام الذين لا يدركون قيمة الشعر وشاعره وليس لهم أعراض ولا مناصب يخافون عليها الهجاء على حد القول المشهور : . إذهب فأنت طليق عرضك إنه عرض عززت به وأنت ذليل! وكل تاريخ الأدب العربي في باب الهجاء ناطق أنه لا يخاف الهجاء ولا يتحاماء إلا ذو خطر من عرض ونسب وجاه الخ الخ . هذا على اعتبار ان « لا » في قوله ( لا يغضبن ) نافية فاذا كانت النهى