صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/44

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TA فكأنهم يقولون بهذا التعبير ان اليوم غيم جاف لا مطر ولا ضباب ولا رطوبة وهذه غلطة ثالثة للعقاد نهم ان كلة مدجان ثقيلة أثقل من ذوق هذا المقاد ولا تكاد نصيبها بهذه الصيغة في نظم شاعر بذوق البلاغة ويعرف مواقع الحروف وسحر تأليفها ؟ ولما اضطر ابن الرومي الى استعمال هذه المادة جاء بالمصدر منها فقال يصف الجميلة الناعمة تحت مخور الند : يغيم كل نهار من مجامرها ويشمس الليل منها فهو ضحيان كأنها وحنان الند يشملها شمس" عليها ضبابات وإدجان 2² وكذلك فعل الشريف الرضي فقال يرتمى وجهة الرئال اذا آ نس لون الاظلام والادجان قانظر كيف جاءت الكلمة ظريفة خفيفة كأنها من النور لا من الظالمة ، ولكن أين من هذا العلم وهذه الصناعة وهذا الذوق صاحب ياضوء قلبي فان القلب مدجان وهذه غلطة رابعة للعقاد في كلمة واحدة ! ! ! ثم إذا كانت هذه المرأة التي ابتلاها الله بنقل العقاد أعنى غزله – اذا كانت ( ضوء قلبه ) وكان يعبر عنها بقوله ( ياضوء قلبي ) فكيف إذن يجوز له أن يقول (ان القلب مدجان) وأين ذهب الضوء ياعقاد مع أن العبارتين في شطر واحد ؟ هـذه غلطة خامسة في الكلمة نفسها وهذا المعنى الذي جاء به (الجبار) في بيته المتهدم الخرب كثير في الشعر لان الجمال في نفسه ضوء ولكن الشعراء يتفاوتون في رسمه وتصويره والحيلة على إبرازه ويتفاضلون في ذلك بمقدار ما يختلفون في القوة والملكة والبيان كحالهم في كل المعاني المشتركة انظر مثلا قول ابن نباتة السعدي عجبت له مخفي سراه ووجه به تشرق الدنياو بالشمس بعده