صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/45

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتأمل قوله (وبالشمس بعده) ودقق النظر في هذا التقييد لتعرف كيف يكون المعنى شهريا وكيف ينتقل مما يستطيعه كل انسان الى ما لا يستطيعه الا أفراد قلائل وانظر قول بعضهم الهجر ظان في فؤادی اسقوه بالله من سلامة ما كان الانهار حب لما مضى صرت في ظلامه واقرأ قول العقاد إنى الى الرعي من عينيك!!!مفتقر يأضوء قلبي فان القلب مدجان ألا تشعر أنك بعد الأبيات الاولى سقطت من علو ألف متر الى بيت العقاد فلا تتم حتى تقول آه آه : الإسعاف الإسعاف : فهذه هي الغلطة السادسة في البيت تظهر من مقابلته بالشعر الصحيح وقد بينا في السفود الأل خطأ قوله ( الرعي ) بمعنى النظر مع أنها بمعنى الحفظ لاغير ، تقول رعاك الله أي حفظك فهذه هي الغلطة السابعة ثم هناك معنى آخر تو همه الكلمة فاذا فرضنا أن قائل هذا البيت حيوان فيكون معناه ن هذا الحيوان مفتقر الى ( الرعي ) من عينى الحبيب " ا لأنه وجد فيهما مرضى ! ! وهكذا تكون الالفاظ الشعرية : فهذه هي الغلطة الثامنة . نشدتكم الله أيها القراء أيستطيع أحد أن يرد على غلطة واحدة من هذه هذه النمان أو يكابر فيها : وهل من يغلط ثماني غلطات في بيت واحد مع سخافته التي هي الغلطة الناسعة !! يمكن أن يسمى شاعراً أو أديباً الا في رأى الحمق وفي رأي نفسه إذا كان من الحمقى هذا البحث يجرنا الى النظر في ألفاظ العقاد وصناعته البيانية فان الشاعر يجب أن يكون شاعرا في ألفاظه و معانيه وخياله.فان كان كهذاالعقاد أعنى الجبار والجبار أعنى العقاد ! ! ! جاهلا بطريقة سحرا الألفاظ في اختيارها ومزجها وتركيبها والملاءمة بينها و إخراج الالوان المعنوية من ذلك النظم والتركيب