صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/46

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فقل إنه رجل عامي بل العامة خير منه لان الملكة الشعرية فيهم تنصرف دائما الى ابداع التركيب في أوضاعهم فترى لهم الاستعارات والمجازات كما ترى لفحول أهل البيار وهذا هو شعرهم . ولكن جبارنا المضحك ساقط في الجهتين لا الى العامة ولا إلى الفصحاء ومما يدل على بلاهته العجيبة وعلى كذبه ولؤمه وأنه ابن الحقد ميراثاً وأن ليس في طبعه أن يقر لأحد أو يطيق إحسان كاتب في كتابته أو شاعر في شعره – أنه كتب مقالات في البلاغ الاسبوعي بعد موت رجل الشرق المغفور له د سعد باشا زغلول» اطمأن فيها إلى موت الرجل العظيم اطمئنانا لثيرا وذهب يرفع نفسه بأوضاع يزورها على سعد ؛ فكان مما كتبه قوله : انه جرى يوما في حضرة سعد ذكر كتاب من الكتب الحديثه فقال سعد ، إن عيب صاحب هذا الكتاب كثرة استعاراته قال العقاد ، ألا ترى باباشا أن الاستعارة في الكلام كالاستعارة في المال دليل على الفقر ؟ قال سعد للمقاد : ولذلك انت لا تستعير هذا ما كتبه الجبار المضحك ومعناه أن العقاد في رأى سعد باشا أغنى الكتاب في بلاغته بل هو بليغ لا نظير له في تاريخ البلاغة إذ لا يحتاج الى الاستعارات لانه غنى عنها وعن كل الوسائل البيانية ومعناه أيضا أن سعد باشا رحمه الله وكان أبلغ خطيب ومتحدث في الشرق كله هو – فما يعلن عنه العقاد – أجهل الناس بالبلاغة فى الشرق والغرب بل في تواريخ الامم كافة ، إذ يرى أن البيان والبلاغة في تجريد اللغات من استعار انها و الرجوع بها إلى أطوارها الأولى الساذجة من الاصوات و الاشارات التي يكفي فيها أن تدل دلالة" ما على معنى ما بوجه ما . فالاستمارات فقر وعلى ذلك فكل أدباء الدنيا حمير ، والانسان الادبى وحده هو العقاد الذي لا يستعير - -