صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/53

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

EV « الحبيب الثالث » نظمت هذه الأبيات ردا على قصيدة الحبيبين لصديقنا شكرى . وقد شبه احدها بالجنة والثاني بالجحيم وهذا الحبيب الثالث جامع الجنة والجحيم ! ! قلاك من دفاع نار الجحيم ووصلك الجنة دار النعيم وريقك الكوثر لكنه كالمهل!!!في صدر المحب الكظيم وخدك الرزقوم !!! مر !! لمن تزويه عنه وهو حلو الشميم المثل در دي ( أي وساخة ) الزيت . وفي القرآن الكريم « كالمثل يغلي في البطون ، والزقوم عبارة عن أطعمة كريهة في النار ومنه استعاروا قولهم تزقم فلان اذا ابتلع شيئا كريها . هل يعرف القراء في البله أوالحمقى او المغفلين من يجعل خد الحبيب طعاما ؛ ثم طعاما كربها ومرا ? ولكن العقاد جعله كذلك ثم يزيد على هذا السياق قوله « وهو حلو الشميم » أي والحال انه حلو في الشم فمن هنا لا يكون المعنى ابدا الا هكذا : ان خدك طعام من الأطعمة السكريهه لمن تزويه عنه على حين انه طعام حلو الشم طيب الرائحة ، فهو على كل حال طعام . لا يمكن أن يؤنى سياق الكلام غير هذا العمري لو كان هذا الغزل في امرأة حقيقيه لدبغت قنا هذا الاحمق . ولكنه في امرأة يخلقها وهم العقاد من طباع العقاد نفسه لتصلح لشعره ثم يالطيف يالطيف ! اى بليغ على وجه الأرض يستطيع ان ينطق ( قلاك من دفاع نار الجحيم) انطقوها أيها القراء لتعرفوا أن فم العقاد يصلح أن يستخدم في ( طره ) لقلع الحجارة وتكسير الزلط ! ! ! copacom