صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/57

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

01 لهذا الفقر محروم حتى مماهو غنى طبيعي للفقراء لان الفقير متى تعلقت نفسه بشهوة لابجدالسبيل اليها جاءته هذه الشهوة في احلامه من عمل نفسه وكان لا بد أن تمكنه وأن ينالها وذلك قانون طبيعي كماقرره الملا أخيراً في أسباب الاحلام وتأويلهابالشهوات الممتنعة أوالمنقيعة . و يعبرون عنها (بالمكبوتة ) وهو خطأ وتسمح فابن الرومي يصف شقاء جده وصفا دقيقا لا يحس به غبي مثل العقاد وفضلا عن أن سياق الشعر لا يؤتى المعنى الذي فهمه هذا الغبي فان المعنى بعد أن يتأتى الا اذا ثبت أن ابن الرومي كان طفيليا بكل الاوصاف المأثورة عن هذه الطائفة وهذا لم يقل به أحد الا طفيلي الادب العقاد . ومن العجيب أن لهذه الابيات بقية تكاد تنطق بان ابن الرومي لا يريد شراهة ولاطعاما ولكنه يقرر ابتلاءه بعثار الجد وأن ما يناله الناس من وصال الخليف... » بأهون سبيل وأيسر حركة للماطفة بحرمه هو و يبتلى فيه مع ذلك « بالغرم والاغرام»،والمقادمع هذا لا يفهم غرض الشاعر · ألايرى القراء أن هذه وحدها كافية في الدلالة على بلادته وسقم فهمه كأن مادة منه في وعاء جمجمته قد كتب عليها صيدلى القدرة ...لا يفهم الا من الظاهر ... وقال غطاه الله .. أماسخره من غيره فله في أفانينه الكثيرة ومعانيه الغريبة ما يقوم بديوان كامل . وبراعته فيه طبقة لاتعلوها طبقة في نوعها و يندر أن يدانيها فحول الساخرين في المشرق والمغرب فله في أحدب كان يضايقه و يترصدله ( كذا) أمام داره ليتطير منه : قصرت أخادعه وطال قذاله فكأنه متربص أن يصنعا وكأنما صفعت قفاه مرة وأحس ثانية لها فتجمعا تعالوا أيها القراء وهاتوا معكم(رجالا من العراق .. ) لنضحك من هذا العامي المتشاعر الذي جعل ابن الرومي عاميا مثله يجنح الى لغة ضعيفة في تأنيث ( القما ) و يعدل عن الاعم الشائع . ولوكان هذا الشعر على هذه الرواية لكان ضعيفا إذ قوله د صفعت قفاه مرة » يوهم أن هذه ( المرة) كانت في زمن من قبل فيفسد الوصف