صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/64

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۵۸ ساقط . هل يهتم « بالعشب الاثيث و الامواه » ، إلا حمار يحلم بالبرسيم ونحوه، أو من فيه روح حمار ؟ وقال صاحب مرحاض ( كليلننا والدهر وسنان غافل وقد أيقظ المود الصفاة فنياه ) اذا كان الدهر وسنان فهو غافل حتما ولا يبقى لهذه اللفظة معنى . وسنان و أيقظ . هذا هو بديع العقاد كأسخف ما يجيء به مبتدىء . « وأيقظ العود الصفاء » هذه كلمة من الشعر الذي كان قبل سبعين سنة حين كانت ألفاظ الشعر و استعاراته مثل أيقظ الصفاء ودعا الهناء ولى الأنس الخ ؛ ومادمنا في البديع فهل أيقظ يناسبها لبي ؟ أم هذه تناسب دعا ؟ هذه صناعة العقاد ليس فيها إلا كلام عامي منظوم ؛ ومع ذلك لا يخجل أن يجعلها ( الخمر الالهية ) وتبلغ به الوقاحة أن يقول أنها على طريقة ابن الفارض . أما وقد رأيت طرب مجلس العقاد وأنه كله في أيقظ العود الصفاء فانظر كيف يصنع الشاعر في الابتكار لمعنى الطرب في مثل هذا المجلس وأقرأ قول مسلم بن الوليد سلكنا سبيلا للصبى أجنبية ضنا لها أن نعصي اللوم والزجرا بركب خفاف من زجاج كأنها ثدى عـذارى لم تخف من يد كسرا علمينا من التوقير والحلم عارض اذا نحن شئنا أمطر العزف والزمرا ومسلم نهج له أبو نواس هذا المعنى في قوله لا أرجل الراح إلا أن يكون لها حاد بمنتخل الاشعار غيـريد فجاء ابن الوليد بالرحل والركب والطريق وسمائها على أبدع ما تبتكر القريحة وهكذا يكون الشاعر في توليده وابتكاره إن كان شاعراً . فأما إن سكان عامياً ملفقاً لصاً كالعقاد فهو يصنع كما رأيت العقاد يصنع سلحاً ومسخاً كأنه ( عطا شجى وابور ) يقدم خرقته القذرة لامرأة حسناء قد غازلها كي تمسح بها عن وجهها الجميل عرق الخجل من وقاحته وسوء أدبه . .