صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/65

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

09 لا ينبغي أن يجى الشاعر بمعنى متداول أو مبتذل إلا إذا وضع له تعليلا أو زادفيه زيادة او جعل له سياقا وتعرضا أو نحو ذلك ليكون هو هو في معنى غيره ، فكانه معناه هو . وأي شيء في « أيقظ العود الصفاء قلباه » غير استعارة النوم للصفاء والايقاظ للعود كأن العود خادم في ( لوكاندة نوم ) !!!. انظر ياعقاد الجرائد كيف صنع جميل حين أراد أن يأتى بشيء جديد من معانى الشعر في طرب العود ونحوه وتأثير هذه الآلات في مجلس الراح وهو يذكر نديمه عليها بعد أن طرب وشرب قال فلما مات من طرب وسكر رددت حياته بالسمعات فقام بجر عطفيه خمارا وكان قريب عهـد بالات جعل المود ( ينطق بأحسن من وقع القطر في البلد القفر ) وجعل فيه حياة من الموت الذي في الخمرة فكان في مجلسه مايحي ويميت ، هكذا فاصنع أيها الذي لا يتلهف في مجلس الطرب الاعلى « عشب أثيت وأمواه » !!! دون أنواع الريحان وأفانين الزهر وأصناف الطيب ومجالي الروض ومعارضه المختلفة الخ الخ ... ( يدور بها الساقي علينا كأنها مباسم ثغر والحباب ثناياه ) ان أراد بالمباسم جمع مبسم مصدرا أي الابتسام فلا معنى التشبيه لان الحمر ذات الحباب لا تكون بيضاء . فان أراد جمع ميسيم أى مكان الابتسام يريد به الشفتين الحمراوين فكم مبسها للثغر ياترى : ? لعلها مباسم زنجية من أسوان لها شفتان غلیظنان كمشفرى البعير ، ويكون تقدير العقاد ان هاتين الشفتين لو قسمتا شفاها رقيقة لكاننا عشرين أو ثلاثين ، ومن ثم يكون لهذا الثغر الواحد (مباسم ) على هذا التأويل!!! وهذا البيت سرقة القعاد ( كذا سمته المطبعة القعاد ! ! ) من شوقي في قصيدته المشهورة ( حف كأسها الحبب ) من قوله