صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/67

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفى القهوة أشكال من الساقي وألوان حباب مثل ما يضحك جذلان وسكر مثل ما أسكر طرف منه وسنان تم تنبهوا من ذلك إلى مراعاة النظير والمقابلة فجمعوا في التشبيه كقول ابن وكيع : حملت كفه الى شفتيه كأسه والظلام مرخى الازار فالتقى لؤلؤ الحباب وثغر وعقيقان من فيم وعقار وابدع ابن النبيه وجاء بالمعنى سائقاً عذبا في قوله : فانهض إلى ذوب ياقوت لها حبب تنوب عن ثغر من تهوى جواهره ومن هنا أخذ شوقي فجمع في التشيه كما رأيت ؛ وعلى شوقى تطفل العقاد، والتفنن في وصف الحبب كثير ولكنا أردنا بما ذكرناه تاريخ المعنى الذي(هببه) هذا العقاد . . . . وقال صاحب مرحاضه (جرت في صفاء الدمع وهي دواءه فمن ذاقها لم تجر بالدمع عيناه ) سرقه من قول ابن المعتز مع غفلة من أقبح غفلات العقاد . يقول ابن المعتز ورواه التعالى لأبي نواس : وليس للهم الاشرب صافية كأنها دمعة من عين مهجور فقيد الدمع بأنه من « عين مهجور » « وصاحب مرحاضه » أطلق فجلعها ككل دمع وان كان دمع مصاب بالرمد الصديدي....قبح الله هذا الاحمق لايزال ، شعره كالملح الانجليزي أو زيت الخروع . ثم انظر واعجب من غباوة العقاد فقدفهم من بيت ابن المعتز أنه يشبه الخمر في صفائها بالدمع فسرق على هذا الفهم وذلك تشبیه صبيان لا تشبيه مثل ابن المعتز وانما أراد هـذا أنها صافية حمراء كـدمعة المهجور حين يبكى دماً لاحين يبكى دمعاً . أفهمت ياعقاد . ألا تقر أنك في حاجة الى أن تكون تلميذا لأديب ، ثم بعد ذلك عسى أن تكون أديبافي يوم ما.. ? وتأمل ما يشعرك قول ابن المعتز ( كأنها دمعة من عين مهجور ) وما يثير في