صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/68

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۶۳ نفسك من رقة العاطفة وتحزنها واهتياجها الخ وهذا كله خلامنه بيت العقاد فجاء قشر الالب فيه ؛ و زعمه أنها دواء الدمع مضحك لان ابن المعتز جعلها دواء الهم و ليس كل هم يجيء بالدمع إلا إن كان هم امرأة تبكي لـكل شيء وليس كذلك الرجل . وما دامت الخمر «دواء الدمع» فينبغي أن يكون من أسمائها عندالمجددين ( ششم وقطرة ) ! ! ! ! ومحلول بوريك وسليمانى . ألا لعن الله هذا التجديد وأهله ان كانوا من هذا الطراز . انظر كيف يكون الشعر في وصف الخمر على أنها دواء الدمع في قول السلامي ذلك الشاعر الذي قال فيه عضد الدولة : اذا رأيت السلامين في مجلسى ظننت أن عطارد نزل من الفلك الى ووقف بين يدى بتنا نكفكف بالكاسات أدمعنا كأننا في حجور الروض أينام هكذا والا فاسكت ويحك ( تنير فلولا أن يسيل رحيقها لقلت لظى أذكى النسيم شظاياه) يريد فلولا ان سال رحيقها فاستعمال ( يسيل ) بصيغة المضارع خطأ لانه لا يفهم منه بهذا التركيب الا أنه لا يقول إنها لظي خشية أن يسيل رحيقها من كلامه البارد... والمعنى مسروق من قول مسلم بن الوليد وكأنها والماء يطلب حلمها لهب تلاطمة الصبا في مقبس الصبا نسيم الصبا فقال العقاد لولا أنها ماء لقلت أنها لهب ولم يحسن أن يقول مثل هذه العبارة البديعة ( تلاطمه الصبا ) فقال أذكى النسيم شظاياه . الأذكاء معناه الزيادة تقول أذكيت النار أي زدنها وقودا فكيف يكون الاذكاء لشظايا النار أي الشعل المتطايرة منها دون النار نفسها ? هذا فهم مقلوب والظاهر أن مغفلنا الكبير فهم من معنى أذكي بعثر وفرق ونحوها تأمل بيت مسلم وانظر الدقة العجيبة في جعله الماء يطلب حلمها حين يمتزج بها وهي في نفسها لهب ثائر فيكون لهبها بالماء يمازجه كأنه يتلاطم مع نسيم الصبا ، ثم قابل هذه الصياغة بصياغة مغفلنا واحكم