صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/75

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4. 7.4 رأى الاقطاب فما نظنه يعدو معنى كمعنى عربة الكنس لا قذار السفاهة التي يتلقاهم بها خصومهم السياسيون . وقد انقلبت هذه العربة مرة على صاحب جريدة البلاغ نفسه فبلغ من وقاحة العقاد أن يشتم صاحب الجريدة في وجهه وفي ادارته . كما تقدمت الاشاره الى ذلك وقال له فيما نقلوا « هل في الوجود اثنين عقاد ! ! ! » كنا نتجاوز مقالات العقاد السياسية ولا نقرؤها فانه في رأينا يحتاج الى أن يعود ذرة من الذر في عالم الاصلاب وينقل الى سلسلة جدود عظماء كرام ثم يخلق نم ينشأ ثم ينبغ ثم لعله بذلك لعله يكون كاتبا سياسيا وطنيا قريبا من درجة المرحوم أمين بك الرافعي الذي كنا نقرأ كل حرف يكتبه في مقالاته . ولكن بعد أن نبيهنا ذلك الاديب أخذنا نتبع مقالات العقاد التي يكتبها الآن في جريدة مصر فاذا هي تافهة لاطعم لها في كثير منها وقد يتكلم المتكلم بأبلغ منها وأحكم ولكن الحق حق فان العقاد يجيد اجادة حسنة في فرع واحد من الكتابة وهو ما يجرى فيه اللؤم والحقد وما يكون بسبيل من الدناءة وسقوط الكرامة حتى ليخيل الينا أن هذا الرجل ينطوى من نفسه على مكتبة كبيرة في هذه المعانى اجزاؤها طباعه وتجار به ووساوسه وحوادثه وآماله ، فهو حين يكتب في ذلك لا يكتب ولا يؤلف وانمايقوم من نفسه مقام المستملى لاغير وكأن الى أذنه فم شيطان يخطب ! ! ! . . قرأنا له في عدد يوم ٢٢ من اكتوبر سنة١٩٢٩ مقالا بديعا عنوانه «سیاهم - دراسة نفسيه » يرمى بها بعض الخصوم السياسيين ، وقرأناها فوالله ماخرجنا منها إلا بأنها أبلغ وصف من قلم العقاد للمقاد نفسه في أحواله لا للخصوم ولا لغيرهم. انظر كيف يبدع الوصف في قوله . رأيت اختلافا في الصور والملامح ولكني لا أخطىء أن أرى فيهم جميعا علامة واحدة مشتركه بين أفرادهم المختلفين وهى علامة الرضى عن النفس والاغترار البليد المطبوع (تأمل) . فهذا مسدود الخلقة تتراءى على وجهه الحيوانية الكثيفة ويتمثل فيه شكل لو صدفته (كذا) قليلا لخرج