صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/78

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

VY كيف تذكر في وصف الخمر ، الا إذا كانت من ذوق عالمى كذوق العقاد . وانظر كيف صنع الشاعر الحقيقى حين أراد أن يأتى بهذه المادة اللقطية في شعره فقال واصفا الخمر وصفاءها حتى كأنها الكأس : خفيت على شرابها فكانما يجدون رأيا من إناء فارغ وهذا المعنى مولد" من قول أبي تمام تخفى الزجاجة لونها فكأنها في الكف قائمة بغير إناء وقد تلاعب الشعراء به واكثروا فيه على صور مختلفة ولكن أحسن ماقيل في الاشتباه على النديم من تأثير الحمر قول القائل . مضى بها ما مضى من عقل شار بها وفى الزجاجة باق يطلب الباقي فكل شيء رآه ظنه "قدحا وكل شخص رآه ظنه الساقي ونظن أن ابن الفارض أخذ من ابن الزيات في قوله كفاني من ذوقها شما فرحت أجر ثياب التمل فنقله ابن الفارض من الشم الى النظر ومرق العقاد سرقة عمياء لانظر فيها !!! ثم إن الثريا مجموعة نجوم ملتمعة يخطف بريقها ، فلا يمكن أن تشبه بالكؤوس الفارغة . ومع أن العقاد سرق هذا التشبيه نفسه من ابن المعتز ، فانه في هذه أيضا أعمى . فإن المعتز يصف لك التريا كأنها هي هي بلونها ونجومها واشتعالها في قوله وقد لمعت حتى كأن بريقها قوارير فيها زئبق يترجرج فهذا لعمرك هو التشبيه لا ( فوار غصف ) ولعنة الله على هذه السوقيه المبتذلة . أهي كؤس يارجل أم زكايب ( فوارغ ) . . . ? وأما البيت الثاني من بيتى العقاد فمعناه سخيف لان الخمر لا تظهر شيئاً من سر العوالم فضلا «عن اخفى أسرار العوالم» ؛ انما تظهر سر صاحبها وفي ذلك يتلطف مسلم ابن الوليد بقوله . بعدت الى سر الضمير فجاءها سلسا على هذر اللسان مقولا