صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۷۶ وهذا البيت من الأدلة على جهل العقاد بالمنطق سليقة وعلماً وبياناً ، والذين يعرفونه معرفة المخالطة والمحادثة يعرفون منه الجهل بكل علوم العربية . وانما هو رجل يحترف الصحافة فهو مضطر أن يقرأ و أن يكتب ، قدر ما هو مضطر أن يأكل وأن يشرب فأصبح الكلام له كالمادة . فمن لم يعرف هذا منه ظنه عالما أو أديباً أو جبار ذهن !!! والحقيقة أنه ثرثار سباب ؛ لص أدب وكتابة، لسانه أطول من عقله ، وعقله يجيء من انجلترا كلما جاءت مجلة أوكتاب ... ان بيت ( صاحب مرحاضه ) قياس ذو طرفين ليس للناني منها معنى الأول في نفسه ، فخمر الفردوس ليست من خمر دار الشقاوة إذ هي لا تقول العقـل ولا تدفع إلى الاثم ولا تسقط المروءة ولا تذهب بالوقار الخ الخ . فلا يدل طرفا القياس دلالة واحدة فمن ثم لا يصح من جهة الثاني ما يصح من جهة الأول فلا تكون النتيجة التي ينتقل اليها الفكر إلا فاسدة ، و يصبح تركيب هذا المنطق كقولك : إذا كانت الحياة في الفردوس خالدة فهي في دار الشقاوة خالدة !!! وأين حياة من حياة وأبن دار من دار ، وأين العقاد من المنطق؟ أنظر قول ابن الفارض في أصل هذا المعنى : وعندي منها نشوة" قبل نشأتى معى أبدأ تبقى وان بلي العظم فهو قد جعل النشوة التي هي سرور الحمرانية 0-4 من دار النسيم فهي خالدة فيه وهي بذلك خالدة به ما بقيت منه ذرة على الأرض بعد موته ويلى أعظمه. لأن ذرات الجسم لا تتلاشى و انما تتحول ، فاذا كان ذلك مبلغ النشوة حتى في الذرة منه بعد الموت والبلى ،فكيف بها في جسمه حيا يحس و يشعر ؟ هذا وأبيك غور الشعر لا هراء صاحب مرحاضه وتلك هي الحمر الالهية لا خمرة حلس الحانة الذي يشهد على نفسه وصحبه بأنه « ما في عدادهم إلا فتى باع بالخمر دنياه » فهم كما قال أخوهم من قبل عبد الله بن جدعان شرب الخمر حتى قال صحبى الست وحتى ما أوسد في مبيت الستفاه !!! بمستفيق ? أنام به سوى الترب السحيق