صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/81

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

Yo وحتى أغلق الحانوت رهي و آنست الهوان من الصديق هذه هي صفات الذين « باعوا بالخمر دنياهم » لا يفيقون من السماء ولا يتوسدون في نومهم إلا على (كوم تراب ) و بلغة هذا الزمان « تلتوار!!! » ثم ان في بيت العقاد غلطة أخرى فقد أدخل فاء الشرط على الخبر المقدم في غير موضعه وأخر المبتدأ فأصبح كلامه كقولك . إذا كان زيد كريماً فأ كرم أبوه وأنت تعنى فأبوه أ كرم ، وهذا فاسد كما ترى ولا تجيزه ضرورة الشعر بل لو أجازته من جهة العربية على أضعف الوجوه لكانت من جهة البيان إعلاناً عن جهل الشاعر وضعفه وتهافته (1) ويقول صاحب مرحاضه : ولو مزجوا بالخمر طينة آدم لماش ولم يدر القطوب محياه نعوذ بالله ، و بالله نعوذ . لمن ترجع هذه الواو في قول هذا الرقيع ( مزجوا ) ، وهل خلقت آدم في رأى العقاد جمعية آلهة فيعود عليهم ضمير الجمع أم صنع آدم في معمل كياوى ملائكي وهل تريد دليلا على ضعف العقادف العربية ( 1 ) لا يجوز تقديم الخبر في مثل هذا التركيب حتى يصح دخول الفاء الرابطة للجواب عليه لأن هذا التقديم يؤدى إلى رجحان عمل آخر يبطل عمل المبتدأ في خبره و يجعل الخبر هو العامل في المبتدأ وتكون كلمة ( رياه ) كأنها فاعل ( لأطيب ) وبذلك يحتاج الكلام لتأويل وتعليل وحشو من هنا ومن هناك حتى يستقيم الجواب و يرتبط بالشرط وكل ذلك في غير شيء لان بيت ( المراحيضي ) ليس من أبيات الشواهد في النحو ... ولا هو من العرب الاميين الذين كانوا يقولون الشعر ارتجالا أو على البديهة أو توجههم فيه طبيعتهم اللغوية بأسباب يخالفون بها الخ الخ ، وقد قال ابن فارس : ما رأينا أميراً أو ذا شوكة أكرم شاعرا على ارتكاب ضرورة فاما أن يأتي يشعر سالم أو لا يعمل شيئا . والضرورة من مثل العقاد لا تسمى ضرورة لانعدام أسبابها التي أجازتها للعرب وانما هي عجز عن التركيب الأصح والاقوى فهي في باب الضعف والغلط لا في باب التأويل والتخريج .