صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/82

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أقوى من هذا البيت وهو كان يستطيع أن يبنى الفعل للمجهول فيقول ( ولو مزجت ) الخ وهل نسى الرقيع أنه يقول في ( الخمر الالهية ) ? أفمن الالهية أن يعترض على الاله ويعتبر الخلق والايجاد صناعة كالصناعات يقال فيها «لو» لأن فيها أبداً مكاناً للتحسين ومكاناً للاتقان ومكاناً للزيادة ولأنها صورة النقص الانساني في جانب الكمال الذي يغمره ولا يزال من فوقه في كل ماحاول الانسان أن يكمل فيه ? ولكن الغراب أراد أن يقلد الطاووس،وأراد العقاد أن يقلد ابن الفارض، ولا بن الفارض قدس الله سره أبيات كثيرة في « لو » هذه مر بعضها ومنها : ولو نضحوا منها ثرى قبر ميت لعادت اليه الروح وانتعش الجسم ولو طرحوا في فينيء حائط كرمها عليلا وقد أشفى لفارق السن ولو قربوا من حانها مقعدا مشى وتنطق من ذكرى مذاقتها البـكم ولو خضبت من كأسها كف لامس لماضل في ليل وفى يده النجم ولو نال قدم القوم لتم فدامها القوم أنتم فدامها لأكسبه معنى شمائلها اللهم تأمل هذا النور الشعرى وانظر كيف يضيء الكلام كأن فيه بقايا من روح قائله ثم اخرج من هذا الأفق إلى قول العقاد «ولو مزجوا بالخمر طينة آدم!! » فانك من هذه الكلمة وحدها ستقع في أشد ظلام من نفس جاحدة لثيمة ، وفي أصعب النواء من صدر حقود ضيق وما بيت العقاد إلا توليد سخيف من البيت الأول لابن الفارض فغير ( ترى قبر ميت ) بطينة آدم « ولو فضحوا » بلو مرجوا ، « واعادت اليه الروح » بعاش ، « وانتعش الجسم » بقوله السخيف « لم يدر القطوب محياه ، كأن الوجه يدرى ولا يدرى !! وكأن القطوب علم . ومن أقبح ماوقع فيه هذا المغرور أن يقيس على قول ابن الفارض « ولو نضحوا ، فيقول ولو مزجوا ، ثم لا يتنبه إلى أنه بهذا قد خرج الى الاحالة ووقع في الكفر وجاء بما لا يفهم أحد ، كأن همه .