صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/85

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

VA الكؤوس فصارت الكأس براقاً ولا جرم ، ولعل اللص الاعمى خير من اللص الاعور ، لان كليهما لا بد أن يقع ولكن نصف نظر الثاني يضاعف عليه أنم الأول. وتوليد العقاد دائما نصف ميت كما رأيت لانه نصف شاعر ونصف أديب و اذا بلغ الرجل من سخف التوليد أن يشبه الخمر بفرس الانبياء فقل انه نصف أعمى في نظره الى الكأس والفرس وقال المراحيضي : عجبت لدن لا يخف بروحها كما خف بالمنطاد روح تولاه روح يعنى غاز، وتولاه يعنى تمدد فيه . فههنا انقلبت الحمر الألهية في شعر هذا المراحيضي غازاً كان ينبغي أن يطير بالدنان و يمثل على مسرح الجو هذه الحماقة القائمة برأس العقاد وخياله ، وهذا أيضاً توليد نصف ميت من قول الاندلسي وهو معنى غريب بديع تقلت زجاجات أتتنا فرغاً حتى اذا ملقت بصرف الراح خفت فكادت تسنطير بماحوت وكذا الجسيم تخف بالارواح جعل الزجاجات الفارغة ثقيلة كجسم الميت حتى اذا ملئت بالحمر خفت كجسم الحي . ومتى عرفت أن الحى اذا مات ثقل جسمه أدركت جمال هذا المعنى وابداعه الى الغاية ، ورأيت فيه حقيقة الشعر الحى لاكذلك الشعر الذي يريد أن يجعل ( الخابية ) منطاداً ويلقى في الخمر طعم الغاز والبنزين !!! من في التاريخ عباس محمود العقاد الشاعر الملقب بالمراحيضي. . أو صاحب مرحاضه ومن عجائب الاتفاق مانشرته جريدة الكشكول في : عدد 13 من دسمبر سنه ۱۹۳۹ أن حكمدار بوليس اسوان لقيه العقاد في سنة ١٩٢٢ وناقشه في امر ، قال « فلم بر الحكمدار في ذلك العهد ردا على سماجة هذا العقاد . . ابلغ من ان يكلف احد الجنود بسوقه الى .... ليسجن فيه . قالت وهنالك بات العقاد . . حتى الصباح ، والعقاد أكرم منزلة فلا نصدق هذا الخبر ولكنه من فكاهة الاتفاق