صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/86

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

A. وقد ولد ابن نباتة من معنى الاندلسي في قوله : وكاسات أشد يدى عليها مخافة أن تطير من المراح فجاء شاعر آخر وأخذ من ابن نباقة وأبدع ماشاء في قوله : ة تكاد من القناني تطير بما حوته من المراح وهذا الشاعر هو وابن نباتة كلاها من متوسطى الشعراء ، وكلاهما مع ذلك أشعر من المراحيضي كما نرى و قال صاحب مرحاضه : A.MALA وكيف حواها الكوب والكوب جامد يدور فلا يهتز في الكف عطفاه لا بأس أن يكون للكوكب عطفان ويدان ورجلان أيضاً ! ! ! ولكن اذا اهتز في الكف عطفاه اندلق ما فيه فكان يحسن بالعقاد أن يجعله يدور حول نفسه فوق الكف كما تدور (نحلة الصبيان التي يجرونها بالخيط الملتف عليها فتدور على منها ثم يضعونها على أكفهم وهي دائرة !!! و المعنى الدقيق في هذا البيت ان العقاد للدن كيف لا يطير بما فيه ، ولما كانت الكأس لاتسع إلا قليلا مما في الدن كان طبيعياً أن لا يكون في هذا القليل من القوة إلا ما يكفى لهز الـكأس دون حملها وطيرانها !!! هذا كثير على ذكاء العقاد ولكن فاته أن نسبة ما في الدن الى وزن الدن لا تكون الا كنسبة ما في الكأس إلى وزن الكأس . و إذن كان يجب أن تطير هي أيضاً إذا صح معنى البيت الاول . وانظر اين معنى المراحيضي وصناعته من قول ابن نباته يصف الخمر والكأس مصونة تجعل الاسرار ظاهرة وجنة تتلقى العين باللهب خفت فلو لم تدير هاكف حاملها دارت بلا حامل في مجلس الطرب ألا يغور هذا العقاد الآن وهو يرى كل شعر أوردناه كأنما يبصق في وجه شعره ؟ وختام قصيدة المراحيضي قوله :