صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/89

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومما أضحكنا ذات مرة أن كاتباً في مصر من داعية الشيوعيين الحمر مر على جلد العقاد ، كما تمر القملة هيئة لينة إلى أن تغمس خرطومها ، فكتب مقالة في جريدة البلاغ يصف بها فلسفة « المراحيضي » ويقرظها ، ثم غمس خرطومه ينبه العقاد إلى مذهب وحدة الوجود . فتناوله العقاد كما يتناول أحد البرابرة قملة من قفاء ! ! وكان مما كتب قوله : أن الكاتب الذي تنبسط أمامه آراء ، الفلاسفة ( تأمل ) ليتصرف فيها ( تأملا ) لا يحتاج أن يجيئه في آخر الزمان ( تأملوا ) من يذكره بوحدة الوجود الخ الخ . فالعقاد يتصرف في جميع فلاسفـة الدنيا حتى كأن الله لم يخلقهم إلاليفكر وا له و يقدموا لذهنه الجبار جزية أفكارهم الذليلة الضعيفة وينادوه من وراء الغيب يامولانا صاحب مرحاضه املا مرحاضك الفكري 1 1 1 1 وما على مصر بعد هذا أن يحتلها الانجليز، فان في مصر جبار ? ذهن من جبابرة آخر الزمان احتل دول الارض كلها وحكمها من فلاسفتها 1 ! ومن شعرائها ! ! ومن كتابها ! ! ! لما أنشأ المجلس البلدي في مدينة ( كذا ) خزاناً للماء فقامه على عهد طوال من الحديد الصلب وملأه بماء النيل لينحدر منه فيصعد في أنابيب إلى منازل المدينة . قال الخزان للنيل ماشأنك وبحك ! ومامقامك في هذا البلد الذي أنا ، أنافيه ، وحسبك أن أقول أنا لتعرف من أنا . ألا ترى أيها الأعمى أني أنا النهر الحقيقي وأني هنا جبار الماء وأن المدينة بناسها وبهائها وشوارعها لا تشرب ولا تنضح إلا منى فلو أمسكت عنها يوما أو بعض يوم لهلكت واعاد الناس من جفاف حلوقهم وتضرم أحشائهم في مثل حالة نزع الميت واحتضاره ? قالوا فمازاد النيـل على أن التفت اليه وقال : أيها الطويل الاحمق ! أما مع المنازل وأشباه للمنازل من قراء الجرائد فتكلم كيف تعطى ، وأما معى أنا فقل ويلك من أين تأخذ ؟ هذا هو مثل الفيلسوف المراحيضي يرجع الى ماقررناه مرارا من أنه مترجم