صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/90

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ناقل ثم تنقصه أمانة الترجمة لانه يأبى إلا أن يدعى والا أن يتصرف بغباوته فيفسد في الجهتين ولاتبقى فيه إلا الدعوى ، ويكابر في هذه الدعوى ويقاتل عليها فلا تبقى فيه إلا الوقاحة . إنما يريد الناس من يقول هذا رأيي لار أى فلان وفلان ، وقلت أنا لاقال فلان وفلان وساعات بين مؤلفاتي لا ( ساعات بين الكتب ) ! و إنى لأفضل من يكتب صفحة واحدة في اللغة العربيه بأسلوب ومعان طريفة وخيال سام وشخصية ظاهرة في كل سطر ، على من يترجم كتابا كاملا من لغة أجنبية وان كان لهذا فضله في معناه وطبقته ، لان الاول هو ثروة اللغة و به وبأمثاله تعامل التاريخ ، وهو الذي يحقق فيها فن ألفاظها وصورها فهو بذلك امتدادها الزمني وانتقالها التاريخي وتخلقها مع أهلها انسانية بعد انسانية في زمن بعد زمن، ولا تجديد ولا تطور الا في هذا التخلق متى جاء من أهله والجديرين به . أما الثاني فله فضل دابة الحمل وفضل عملها الشاق النافع الذي لابد منه . ولكن لا ينبغي للعقاد ومثل العقاد أن يقول للغة أنا أوجدت وأنا فعلت الا إذا جاز للحار الذي يحمل شيئاً الى بيتك من طعام أو متاع أن يقول لقيم الدار : خذ هذا ماصنعته لكم ! ! ! وماعليك ياحمار لو استكملت فضيلتك ، وقلت ماحملته لكم ؟ . ? للمراحيضي رأى فلسفى في تعريف الجمال – وناهيك من ذوق من يقول في شعره : مرحاضه أفخر أنوابنا ويشبه رضاب فم حبيبته بالقيح والصديد ما ينغسل من جلود اهل النار . .. كامر بك . وما الذوق الا أداة الجمال وسبيل فهمه وتصويره كما هو مقرر، فيقول العقاد في رأيه هذا : «ان الجمال هو الحرية » ويرى ان هذا ابتكار فاه به الفلاسفة و يكاد يقول ان العقل الانساني بعدهذ الابتكار . - لم يبق بينه و بين الالوهية الا وثبتان أو ثلاث بمثل هذه القوة الجبارة ! ! وانما ذكرنا هذا الرأي لانه يهمنا جدا في بيان سخافه هذا الرجل وغروره وحماقته ثم هو في رأى المراحيضي ابتكاره الخاص به وعمود فلسفته وأسير أفكاره