صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/92

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

AT العقاد كالآلة البخارية الخربة من بعض جهاتها ، تعمل ولكنها تفسد ، وتدور ليقول الناس ليتها لاتدور ، وهي بخارية من آخر طراز ، ولكنها حمقاء كذلك من آخر طراز بتلك الحاقة المغرورة أضعفت ملكة التوليد عند المراحيضي وكل النبوغ انما هو في هذه الملكة واستحكامها . فلن يفلح العقاد من بعدها ولن يكون الاكما كان ولن يخرج الا الآراء المضحكة من مثل قوله ان الجمال هو الحرية . كيف جاء بهذا الرأي أعنى كيف كان توليده اياه . إنه رأى الفيلسوف شوبنهور الالماني (1) يقسم الدنيا الى فكرة وارادة ويقول إن الدنيا في « الفكرة » هي الدنيا المكنونة قبل أن تظهر في حيز الاسباب والقوانين وعلاقات الاشياء . بعضها ببعض . وان « الارادة » هي هذه الدنيا التي تكابد أوصابها وقوانينها ولانذوق السرور فيها الا لسبب من الأسباب التي تدور عليها أغراضنا وشهواتنا . ولما كان سرورنا ( بالجمال )سرورا بلا سبب ولا منفعة (3) فهو من قبيل الفكرة المجردة وننظر اليها كما هي في عالمها المنزه عن الأسباب والعلاقات (۳) قال : والسر في وضوح احساسات الشباب ( وجمالها ) الكمالى هو كما يقول شوبنهور اننا في عهد الصغر نرى فكرة النوع وراء صورةالفرد اذ تلوح لنا لأول مرة لأننا نتمثل في كل فرد نموذجا جديدا لم تسبق لنا معرفة به ولم تظهر لنا آية دلالة أخرى عليه ، فالشجرة الأولى التي نراها تمثل لنا فكرة الشجر كله أي نموذج هذا النوع الجديد الذي لا عهد لذا به قبل ذاك ولا تقتصر على تمثيل شجرة واحدة زائلة كما هو شأنها عند من تواردت عليهم مناظر الأشجار الكثيرة ، ولهذا نرى (۱) هذا التلخيص من نقل العقداد نفسه و لم نزد فيه ولم تغير منه أ كذلك هو ، وهل في الدنيا من يسر من الجمال ، بلا سبب ، ؟ (۳) اذا نظرت , انت ، اليها فكيف يكون لها حينئذ عالم منزه عن الاسباب والعلاقات واين يوجد هذا العالم وكيف تعرفه و انت » ؟ (۲)