صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/95

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۸۹ إلا له فكرة مكنونة في رأى شو بنهور . ولكنها تقبض الصدر وتثقل على الطبع لأنها تمثل الركود والجمود أو تمثل التجرد من الارادة ( والحرمان من الحرية ) . وقد ذكر شوبنهور نه ر نفسه بعض هذه العلة وقال : « إن الحزن الذي تبعثه « المادة غير العضوية ، في نفوسنا آت من أن هذه المادة تطيع قانون « الجذب » طاعة تامة من حيث تتجه الأشياء. أما النبات فان منظره يشرح صدرنا ويسرنا سرورا كبيرا ( كلما ترك وشأنه ) . وسبب ذلك أن قانون الجذب يبدولنا كالمعطل في عالم النبات لأنه يتجه الى خلاف الجهة التي يجذبه اليها ذلك القانون . وهنا تتخذ ظاهرة الحياة لنفسها طبقة جديدة عالية بين طبقات الموجودات ننتمى نحن اليها وتتصل هي بنا و يقوم عليها عنصر وجودنا فنرتاح اليها قلوبنا . الخ قال العقاد : « والى هنا يسبق الى ظنك أن شوبنهور سيخلص من هذا القول إلى نتيجته القريبة فيقول ان الاشياء تحزننا بما فيها من معانى الخضوع ! وتفرحنا بما فيها من معانى ! ! الحرية ! أو انها تحزننا كلما قل نصيبها من الارادة وتفرحنا كلما عظم نصيبها من هذه الصفة . ولكن لم يدع هذه الصفة . ولكنه يدع هذه النتيجة القريبة الى نتيجة أخرى لا تؤدى اليها ( يريد لا يؤدي اليها كلامه السابق فأخطأ في التعبير كعادته ) معنى كل هذا أن العقاد استخرج النتيجة القريبة وقال :(ان الجمال هوالحرية) واما شوبنهور صاحب البحث والرأى فمغفل جاهل لا نه وضع البحث كله ولكنه استخرج نتيجة اخرى كأن الذي وضع النحو وقسم الكلام الى اسم وفعل وحرف فعل ذلك وهو لا يعرف ما هو الاسم ولا ما هو الحرف : أفي الارض معتوه واحد يصدق أنشوبنهور يعنى عن النتيجة القريبة لكلامه هو أم الاعمى هو العقاد الذي لم يفهم ما يريده شوبنهور من أول كلامه الى آخره