صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/96

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فان محصل كلام هذا الفيلسوف (1) أن ماتراه بسبب من ارادتك وغرضك وشهواتك فجماله فيك أنت لا فيه ، لأنه في هذه الحالة صورة الاستجابة الى مافيك ، فلو لم يكن معك أنت هذا الغرض لم يكن معه هو ماخيل لك من الجمال فهو على الحقيقة باعتبار الفكرة المجردة لاجال فيه . وإنما أنت صيغته وأنت أو قعته ذلك الموقع من نفسك فالنتيجة من ذلك ، ان الاشياء تحزننا ( أى لانراها جميلة ) كلما ابتعدت من عالم الفكرة واقتربت من عالم الارادة ، وانها تفرحنا (۱) نريد من العقاد وامثاله اذا ترجموا أن يقولوا ترجمـا وأن يأتوا بالكلام المنقول على نصه ليفهم منه كل قارى. على ما يفتح له . ولكن العقاد على أنه مترجم يأبى أن يكون مترجما فيأخذ ما يريد أن يأخذ ويدع ما يستحسن أن يدع . لامن حكمة أو فائدة بل على ما نتجه اليه خطته في السرقة والاغارة على الناس وانتحال آرائهم وافكارهم وكل كتبه مشحونة بمثل هذا فأنت تجد فيها كل كاتب أو شاعر أو فيلسوف انجليزي ومن كل ما نقل الى الانجليزية على أنه للعقاد لا لأصحابه ، فان جاء منه شيء معزواً لصاحبه جاء خليطاً كما رأيت في كلام شوبنهور تستطيع أن تنقضه وترده بايسر التمحيص لأنه على قدر فهم العقاد لا على ما وضعه قائله أو كاتبه ، وليس هذا وحده بل مع سوء فهم العقاد وشعوذته على القراء ، سوء قصده من الغرور والوقاحة . فالأمر كما ترى أشبه برقيع بدعى النبوة والوحى و يعمل على أنه نبي ويكابر في أنه غير ني ، فكل ماجاء به عالياً عالياً لم يجيء بطبيعته وطبيعة عمله إلا سافلا سافلا ولأجل هذا فنحن لا نثق أن ترجمة العقاد عن شوبنهور هي نص معانی شوبنهور على أغراضها وسياقها فلا تتعرض لهذه الآراء ولا نقول في تفسيرها وانما نذهب الى ما نظنه الأصل في غرض الفيلسوف بحملا غير مفصل وخاصاً بالجمال وحده دون ما تفرع من هذا الأصل . والرأي الفلسفي الصحيح أن الحواس الانسانية زائغة لا تستطيع أن تحكم على الأشياء في ذواتها وحقائقها ، ولا أن تبين ماهي في كنه انفسها فليس فينا الانسبة هذه الأشياء البنا كمادة تلائم مادة أو تقاربها أو تداخلها أو تضادها أما فكرة الشيء في ذات نفسه كما هو في كنهه ، وأننا نحزن وتكتئب لمنظر المادة الجامدة إذ لا تقاوم الجذب ونسر لمنظر النبات اذ يقاومه ولا ينقاد الا على الخلاف ذا كله تخليط في تخليط ، وعاقبة أكلة ثقيلة من القرنبيط . . .