صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/98

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

AY ولو تأملت ما كشفناه من سرقاته الشعرية لرأيت أن تلك هي قاعدته في التوليد فلن يأتى بمعنى واحد أحسن من أصله أو على المقارية منه ، وهذا حسبك في الدلالة على قيمة الرجل و بيان منزلته . وهو لو كفى الوقاحة وحدها لامكن أن يفلح لان كل رذائله فروع من هذا الأصل ترجع اليه واحدة واحدة ولكنه كذا خلق ولن يغير أمس وقد مضى، ولن ترجع له وراثة أخرى وحارات وأزقة ولا بأس من هذا الخبر . استفتى المراحيضي مرة رجـل من العراق في أمر (القديم والجديد) ومناظرة كانت بين فلان وفلان. فخلط المقاد على طريقته ولكن الذي راعنا مما كتب أنه قال: إن كتاب العرب لم يجيدوا في المعاني المطولة « بل كانوا إذا طرقوا هذه الموضوعات أسفوا وضعفوا واجتنبوا الأساليب الادبية المنمقة وأخذوا في أسلوب سهل دارج لا يختلف عن أسلوب الصحف اليوميةعندنا( يعنى لا يختلف عن أسلوب العقاد ? ? ) في شيء كثير . قال : « ومن شك في ذلك فليرني صفحة واحدة من مصنف عربي في مبحث من المباحث الاستقرائية مكتوبة بلغة تضارع لغة الادباء في الرسائل والمقامات ! ! ! أو يصح أن يقال أنها لغة أدبية ذات طريقة محض عربية ( كذا ) قال : ولست أكاف المخالفين لرأبى أن يجيتوني بصحيفة عالية البلاغة من كتاب فلسفي أومنطقي . فهذا قل أن يتيسر في لغة من اللغات ولكنى أكلفهم أن يجيئوني بصفحة واحدة ( عجايب ! ) بليغة من موضوع غير الموضوعات الخطابية المرتجلة التي تكلم الجاهليون في مثلها على البداهه . إنهم لا يستطيعون ، انتهى بحروفه انظروا أيها الناس أهذا كلام رجل يكتب يعقل أم بوقاحة . وهل اطام هذا المراحيضي على كل ما كتبه العرب ؟ وان كان اطلع على كل كتبهم فهل قرأها كلها حتى أيقن أنها خاليه ( من صفحة واحدة ) تكون بليغة في موضوع فلسفى أو منطقى أوعلى ? وهل انتهى الينا كل ما الفه كتاب العرب وكل ماترجموه ليقرأه المراحيضي و يجزم بانه ليس فيه ( صفحة واحدة ) من ذلك .