صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/99

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۴۳ وكيف لعمرك يكتب مثل الجاحظ اذا ترجم أو كتب في موضوع علمى ؟ أينزل عن طريقته وينسى اللغـة كلها ليجيء بكلام بارد غث ككلام العقاد والصحف اليوميه * على أن أديبا قابل المقاد بعد هذه المقالة وقال له أن للجاحظ رسالة كاملة علا نحو مائة صفحة في مثل هذه الموضوعات وهي من أبلغ ما كتبه وكلها عالية الطبقة في اسمى ما بلغ اليه الجاحظ يقلعه وعبارته وأسلوبه (1) ، أتدرى ايها القاريء بماذا أجاب الرقيع ? لم يقل للاديب اطلعنى عليها ، بل أقر أنه هو لم يطلع عليها ثم قال . ( قال إنه ياترى . ؟ ) قال إنها غير مرتبة ? ?? هذا والله جوابه بحروفه . رسالة لم يقرأها ولم يعرفها ومع ذلك يقول أنها غير مرتبة . وسبحان الله ولا إله إلا الله ويخلق مالا تعلمون على أن هذا كما يؤخذ دليلا على وقاحة هذا الكاتب وعنته ومكابرته وأن اسانه دائما يستمد من طباعه قبل أن يستمد من عقله فيسبق بما في قلبه أوفى نفسه قبل ان يجيء بما في نظره او في عقله – يؤخذ أيضا من الأدلة على جهـل المقاد بالبلاغة واساليبها وكيف تكون وكيف تنقاد ، ان رجلا من بلغاء الناس كعبد الحميد اوابن المقفع اوسهل بن هارون أوالجاحظ أومن في طبقتهم لوهو تناول أعسر المواضيع العلمية لصبغها بأسلوبه وأنزل الكلام فيها على طريقته وأخرج النغم الانشائي حتى من الحجر ومن التراب ، لان الاسلوب أنما هوصورة مزاجه اللغوى ، فان لم يجد له المعاني التي يظنها العقاد خاصة بالمواضيع الادبية أو الخطابية وجد له اللفظ ووجد له الفسق . ومتى وفق كاتب في الفاظه ونسق الفاظه ، فقد استقامت له الطريقة الادبية وجاء أسلوبه في الطبقة العالية من الكتابة . وأكثر كلام العرب (۱) هي رسالة - الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير ، يبين فيهاحكمة الخالق في أنوع أخلقه ويرد على ما أنكره المعطلة من معانى الاشياء وأسبابها الخ -