صفحة:غابة الحق.pdf/98

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ماذا على عيني فؤادي قد جنى
حتى تعاقبه عقابًا يعظمُ
طبعت عليه خيالَ غالبة النهى
فأحاطه لهبٌ ودمعٌ يسحمُ
فأنا بروح الحب مسكونٌ فلِم
للنار أو للماء رحتُ أسلمُ
من لي بها غيداء فوق جبينها
نور المحاسن والتعقُّل يرسمُ
وبسيف صاعقةِ الهوى ألحاظها
قامت تحاربني فأنَّي أسلمُ
أنا لست أنعم في الحياة ولا أرى
حظًّا سوى معها ففيها أنعمُ
وكذاك لا أهنأْ بكل تكلُّم
إن لم أكن معها بها أتكلمُ
فإذا نأت عني أعود على لظًى
وأروح في خرس وعقلي يعقمُ
أترقَّب الطرقات علِّي ألتقي
معها وإن لمع التلاقي أبكمُ
ترنو إليَّ كذاك أرنو نحوها
والوجد في نظراتنا متبسمُ
ونصافح الأيدي وألسنة الهوى
تروي أحاديث اللِّقا وتترجمُ
تمضي فأرقب خطوها ونواظرى
تجثو لدى أقدامها إذ تقدمُ
وأعود في كبدٍ تذوب ومقلةٍ
عَبْرَى وما عندي لسانٌ أو فمُ
أقضي الدجى وأنا أحنُّ إلى غد
وكذا يجيء غدٌ وعمري يصرمُ
يا أيها الغدُ كم غليت دمي على
نار الرَّجا وإلى متى أتتيَّمُ
ولَكَم أحاطت بي تباريح الجوى
وغدا يساعدها القضاء المبرمُ
فهرعت نحو الروض معدوم القوى
أبكي وأفواه الأزاهر تبسمُ
أترقب البلوى وقلبي راقب
عددًا من الآمال لا يترقمُ
قلبٌ به استهوى الهوى عنفًا
إلى وادي العنا فغدا يهيم ويلطمُ