صفحة:فصل الخطاب تفليس ابليس من تحرير المرأة ورفع الحجاب.pdf/122

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١٦

بهما واتخذه نساء النبي وجميع نساء الاصحاب حكماً شرعياً لا اختلاف ولا تردد فيه . وكل هذا ظاهر واضح في القرآن العظيم والحديث الشريف واخبار الاصحاب والتابعين ولا اختلاف فيه بين علماء الامة من صدر الاسلام الى الآن : فلما جاء السلف ودخل المسلمون ونساءهم في دور جديد من المدنية وطور من الحضارة تبدلت صفة النقب والخمر والاردية تبعا لناموس تبدل الأزياء بتبدل الازمان لكنها ما خرجت عن اصل مقصد الشارع · وكذلك تبدلت صفة التحجب تبعاً لتبدل صفة الدور والبيوت فازداد الاحتياط بالتحجب عما كان تبعا لتبدل احوال الزمان وصفات الدور والبيوت . وهكذا ما زالت الاحوال تتبدل تبعا لعوائد الامم التي دخلت في الاسلام وتبعا لتبدلات الزمان لكنها في كل زمان ومكان ما اخرجت حالتي الحجاب والتستر عنداهل المدن عن مقصد الشارع البتة : ومعلوم ان هذه التبدلات لم تكن في صفتى الحجاب والتستر وحدها بل كانت في كثير من الامور والاشياء ولم يقل احدان هذا التبدل بدعة سيئة وخروج عن الشرع . ولو قيل للزم ان يقال مثل ذلك عما وقع في مسجد الرسول عليه السلام والحجرة الطاهرة والحرم الحرام وسائر المساجد من التبديل عما كانت عليه . وكذلك لباس العلماء والاشراف وقواد الجيوش والاسلحة وآلات الحرب وما أشبه ذلك مما وقع