صفحة:فصل الخطاب تفليس ابليس من تحرير المرأة ورفع الحجاب.pdf/16

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

معتبرا نافعا مفيدا بحد ذاته عند العقلاء . قال الله تعالى ( ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (كل مولود يولد على الفطرة ) الحديث وقالت الحكماء (يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه) وقالوا (عدو عاقل خير من صديق جاهل)ومعلوم ان الله لوارسل الرسل وانزل الشرائع بما تهوى الناس لكان ذلك عبثا وتحصيل حاصل ولفسدت الارض ومن عليها . والوالد لو اتبع هوى الولد او تركه وما يهوى لكانت عاقبته اسوأ العاقبات .

والعقلاء طراً يرون وجوب زجرا لولد بما يقتضي من الزواجر وترغيبه بما لا يضر من المرغبات في سبيل تربيته وتعليمه وتهذيبه . والحاكم لو رفع الحدود عن الناس لكانت الاشرار ملء الارض حال كوننا نری الاولاد ومن يماثلهم من امهاتهم يحسبون ذلك جورا وظلماً من الاباء والمعلمين ويرين الاحب اليهن ولاولادهن لو تركواوشأنهم. كما اننا نرى الاشرار من كل قوم وملة اشدالناس عداوة وبغضاً للحكام . فاذا كان الانسان ممدوحا عندالعقلاء بل مأموراباستعمال الزجر وقت الحاجة ولو بالقتل زجرا للنفوس الشريرة وتهذيباً للعقول القاصرة و يحسبونه اعتناء ورحمة وحنو او شفقة بالخصوص او بالعموم كما قال الله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) فكيف لا يرى العاقل ما اوجب الله على النساء من حجاب وستر واحصان وما اشبه