صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/10

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦

الوضعية والقوانين الدينية أو العرفية ، فكانت كلمة ( العدالة ) مبدأ الا يغني عنه مبدأ آخر في مكانه ، ولم تكن مجرد نغمة في النشيد تعادل غيرها من النغمات

الثورة الصينية

وجاءت الثورة الصينية فلم تذكر كلمة واحدة من كلمات الثورة الفرنسية الثلاث . لم تذكر الحرية ولا الإخاء ولا المساواة ، ولم تهملها لأنها تأباها ولا تحبها كما يحبها الفرنسيون : ولكنها لم تجد لها معنى يستوجب النص عليه في شعارها. لأن تاريخ الصين قد اتسع غير مرة لارتقاء آحاد الشعب إلى عرش ابن السماء ، ولأن عبادة الأسلاف عندهم تجعل القرابة المفروضة بينهم كقرابة الدم والسلالة ، ولأن نظام الرق قد بطل في تاريخهم الأسباب مخلية قضت على الفارق التقليدي بين السادة والعبيد ؛ فلهذا لم تكن حاجة إلى ثورة للمطالبة بالحرية والإخاء والمساواة : ولم تكن مبادئ الثورات الغربية قبلتهم في القرن العشرين ولا فيها تقدمه من القرون. واختار زعيمهم العظيم مبادئ ثورتهم فيحصرها في كلمات ثلاث مقصودة بكل حرف من حروفها ، وهي مبادئ القومية والديمقراطية والاشتراكية القومية لإحلال الوطن محل الدولة في معاملة المغول والمنشوريين والتتار وأبناء التبت المشتركين على الحدود. والديمقراطية يقصد بها غلبة الشعب لا مجرد الحرية الشعبية ، لأن الزعيم العظيم ( سن یا تسن ) كان يتوسع