صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٧

بديمقراطيته ولا يقنع بتطبيقها في بلاده كما تطبق في الأمم الأوربية أو الأمريكية ، بل كان يريد أن يتدرج بها حتى تشمل حق إلغاء الشرائع من قبل الجماعات الشعبية ، وحق اقتراح الشرائع من قبل تلك الجماعات ، وفقا للنظام الدستوري الذي يمنع الفوضى والارتباك في تقرير القوانين ومراجعتها ، أما الاشتراكية فكانت لأزمة البيان موقف الأمة من الأموال الأجنبية ، وكانت السكك والمواصالات والمواني تدار لحساب الدول وبأموال شركاتها ، وكان الزعيم الصيني لا يرفض الاستعانة بالأموال الأجنبية ولكنه يرفض الاستغلال والتسخير ؛ ويرى أن يكون تثمير المال على القواعد الاشتراكية سواء في معاملة الأجانب أو معاملة أبناء الصين . وهكذا يبدو لنا أن مطالب الأمم وضرو را تنها تفرض نفسها في شعار كل ثورة من ثوراتها ، فلا تمتاز كل ثورة بشعارها الخاص لأنه نغمة بوية أو كلمات رنانة تغني عنها الكلمات التي تماثلها رنة ونغمة ، وإنما تمتاز بشعارها الخاص لأنه تعبير عن كيانها وعن وجهتها وعن البواعث التي تمليها .

الثورة المصرية

وأوضح ما تتضح هذه الحقيقة في شعار الإنقلاب المصري الأخير الذي قضى على حكم فاروق ثم قضى على حكم أسرته بحذافيرها ، فإن