صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/13

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٩

ولكنه يصطنع العوامل التي تلتبس في ظاهرها بالمصلحة العامة وتختی من ورائها مآربه الشخصية ، وهذا هو لب اللباب في موضوع الثورة 4 هذا هو الجوهر الأصيل الذي لا تجوز الغفلة عنه طرفة عين

ليست العقبة في طريق الإصلاح میدأ من المبادي الأصيلة بدين به فرد أو طائفة من الأهمية المصرية ويجتمر على المجاهرة به بغير مواربة ولا نفاق ، ولكن العقبة في طريق الإصلاح في العوامل المصطعة التي لا تجري مع الحق الواقع في مجراه؛ وهذه العوامل المصطنعة هي آفة الآفات وهي العقبة الكبرى في كل طريق ؛ فمن أمثلتها الكبرى أسرة مالكة يقضي وضعها الصحيح أن تكون ( سلطة شرعية ) تحارب السلطة الفعلية بقوة الأمة ، ولكنها في الواقع إنما كانت تعمل عمل الغاصب الذي يحتمى في ثورة الأمة يقوة الاحتلال وتحسب أنها في أعماله الثورة عليها ما دام الاحتلال في البلاد ، ومن الأمثلة الكبرى على العوامل المصطنعة وزارات الكثيرة المزعومة التي عرفتها مصر بعد مفاوضات المعاهدة ، فإن الوضع الصحيح الوزارات الكثرة أن تقوم بتأييد الأمة المعارضة المحتلين ، ولكنها في الواقع إنما كانت تأتي على الدوام بطلب المحتلين لتسليم البضاعة ، وكانت في موقفها المتناقض تعجز عن إرضاء الاحتلال وعن إرضاء الأمة في وقت واحد

وهناك أمثلة دون هذه الأمثلة تبرز لنا العوامل المصطنعة التي لابد من تصحيحها بالوضع الحقيقي في غير مواربة ولا اصطناع .

هناك تلك الغيرة الكاذبة على الفقير باسم المذاهب الهدامة ، وما هي