صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٠

في حقيقتها غير الدعاية الأجنبية تتستر بالغيرة على الفقير ولا غيرة لها على أحد من أبناء البلاد فقيرهم وغنيم على السواء.

وهناك الدفاع الكاذب عن الإقطاع باسم التاريخ أو باسم الدين ؛ فما كانت في مصر ملكية زراعية ترجع في العصر الحديث إلى أبعد من القرن التاسع عشر ، والإسلام يرحب بتعميم الملكية و ينكر كل الإنكار أن تنحصر في أيد معدودات

وعلى هذا النحو تنعزل المصالح الوطنية والعوامل المصطنعة كل الانعزال ... فلا خلاف على المصلحة الوطنية الخالصة ، وما من عقية تقوم في وجه الإصلاح إلا حين تتستر الحقيقة بالتلفيق والاصطناع .

إن كل حركة تتصدي للإصلاح في مصر لا حاجة بها إلى عمل واسع تبتلي به غير العمل على إزالة العوامل المصطنعة وتخليص القوى الطبيعية طبقات الأمة من آفات التزييف والرياء يا وليس المطلوب منها أن تنتهي إلى إصلاح لا إصلاح بعده ، أو إلى كمال لا نقص فيه ، أو إلى رضى لا تنبعث فيه شكايا .كلا. وتزيد فنقول : بل معاذ الله ، فإن الإصلاح الذي لا إصلاح بعده موت . والجمال الذي لا نقص فيه وهم . والرضى الذي تنبعث معه شکایا جمود لا يتعلق به الرجاء .

إنما تزول العوامل المصطنعة لتضي العوامل الطبيعية في طريقها مرحلة بعد مرحلة وشوطة بعد شوط وأمانة بها أمانة ، يتولاها جيل في إثر جيل