صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/15

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۱۱

فلسفة الثورة المصرية

و بعد هذه المقارنة السريعة بين ثورتنا وثورات غيرنا نرى أن التفاهم على التفصیلات قريب كالتفاهم على الأصول الكبرى

فقد قرأت العصفحات الثمانين التي كتبها السيد الرئيس جمال عبد الناصر في كتاب « فلسفية الثورة » ، فخرجت منها وأنا أعتقد أن الخلاف عليها أقل خلاف في مثل هذه الصفحات وفي مثل هذا الموضوع . مصواب ولا شات أن الحركة المصرية لا توصف بأنها تمرد عسکری ، ولا توصف بأنها ثورة شعبية ، لأن التمرد ما كان قط ولن يكون بإجماع الآراء وإتفاق الآحاد والألوف والملايين ، ولأن الثورة الشعبية لإسقاط ملك لا خميه الجيش أمر غير مطلوب وغير مفهوم ، وصواب ولا شك أن الحاضر يعيش ببقية من مساوئ العهود الماضية ، وهذا هو هو باب الأسقف والأسي . ولكنه كذلك باب الأمل والعزاء، لأنه يدفع اليأس من النفوس إذا عولج فلم يذهب به العلاج بين عشية وصياح - إذ لم يكن يمكن في غمضة عين أن تزول رواسب قرون مس وصواب كذلك أن الشكل آفة معطلة للجهود معطلة للأفكار والآراء، فليس الإنصاف وحده بالذي يشفع لأصحاب الشكوك ويعنيهم من عقاب لم يستحقوه وحدهم بعد أجيال وأجيال ، ولكن العلاج المأمون نفسه هو الشفيع البليغ قبل شفيع الإنصاف،

يقول السيد الرئيس جمال عبد الناصر: كان من المهال وقتها وما زال سهلا حتى الآن أن ترین دماء عشرة أو عشرين أو ثلاثين ، فنضع الرعب