صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على أن الصفحات الثمانين التي تحمل اسم « فلسفة الثورة» لا تنحصر بالقاري في حدود الأفق المصري. وإن كانت لا تخرج به من آفاق المسألة المصرية في أوسع حدودها ؛ فالمصري في عصرنا هذا لا يهتم بوطنه حقا إن لم تشغله علاقاته بثلاثة آفاق أو عوالم لا انفصال لها من وطنه. وفي العالم العربي والعالم الإفريقي ، والعالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه . إن مصيبة الاستعمار أنه أوقع في النفوس أن السياسي لا يهتم بأمة أخرى إلا ليطمع فيها أو يبسط سيادته عليها، ولكننا حريون أن نذكر على الدوام أننا ( غير مستعمرين ) . وأننا لا نحتاج إلى جهد كبير أو صغير ان هذه الشبهة عما ، فليس في وسع أحد أن يتهمنا بها و يجد من ذوي العقل السليم من يستمع اليه

أين نحن من العالم العربي ؟ أين نحن من العالم الإفريقي ؟ أين نحن من العالم الإسلامي ؟ نحن في قلب كل عالم من هاده العوالم . فليس في وسعنا أن نجهل علاقتنا به واستقبلنا فيه . يقول الرئيس جمال: «إن نصف الاحتياطى المحقق من البترول في العالم يرقد تحت أرض المنطقة العربية : فنحن أقوياء أقوياء . ليس في علو صوتنا حين تولول وإنما أقوياء حين تهدأ أو حين تحسب بالأرقام مدى قدرتنا على العمل » . و يقول : " إننا لن نستطيع بحال من الأحوال - حتى لو أردنا أن نقف بمعزل عن الصراع الدامي المخيف الذي يدور اليوم في أعماق أفريقيا بين خمسة ملايين من البيض ومائتي مليون من الأفرينيين إننا في أفريقيا . والنيل شريان الحياة الوطنا - يستمد ماءه من قالب