صفحة:فلسفة الثورة في الميزان (1950) - العقاد.pdf/18

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٤

القارة. ويبقى أيضا أن السودان الشقيق الحبيب - تمتد حدوده إلى أعماقي أفريقيا و يرتبط بصلات الحوار مع المناطق الحساسة في وسطها ، والمؤكد أن أفريقيا الأن مسرح النوران عجیب مثير ، وأن الرجل الأبيض الذي مثل عدة دول أوربية يحاول الآن إعادة خريطها، ولن تستطيع بحال من الأحوال أن تقف أمام الذي يجري في أفريقيا ونتصور أنه لا يمسنا ولا يعنينا

و يقول في العالم الإسلامي : «حين أسرح بخيالي إلى ثمانين مليون المساهمين في إندونيسيا ، وخمسين مليونة في الصين وبضعة ملايين في الملايو وسيام و بورما، وما يقرب من مائة مليون في الباكستان وأكثر من مائة مليون في منطقة الشرق الأوسط، وأربعين مليون داخل الاتحاد السوفييتي ، وملايين في أرجاء الأرض المتباعدة - حين أسرح بخيالي إلى هذه المئات من الملايين الذين تجمعهم عقيدة واحدة . أخرج بإحساس كبير بالإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يتحققها تعاون بين هؤلاء المسلمين جميعا ، تعاون لا يخرج عن حدود ولائهم لأوطانهم الأصيلة بالطبع ، ولكنه يكفل خيم والإخوانهم في العقيدة قوة غير محدودة »

وهذا كله صحيح في الحملة والتفصيل ، وليس الاهتمام به من طموح الشباب كما يتخيل المنخيل الوادع في عقر داره : بل أخشى أن أقول إنه من أعباء الشيخوخة قبل أوانها ، بل من همومها في إبانها إن كان حمل الهموم البعيدة وقفة على الشيوخ. ماذا نصنع إن جني البترول على العالم العربي فضيعه بدلا من تزويده بأسباب القوة والمناعة؟ وماذا نصنع إن أصبحت غيرهم