صفحة:في ظلال القرآَن (1953) - سيد قطب.pdf/10

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٦ –

إنه ليكون كسباً لا يعدله كسب لروحي أولاً ولذاتي. وربما شاركني فيه الناس، إذا أنا جمعته لهم في كتاب ..

ووفق الله وسرت في هذا الشوط خطوات ...

تلك هي قصة هذا الجزء الذي يصدر اليوم في هذه الصورة، وقصة الأجزاء التي تليه بإذن الله.

***

و بعد فقد يرى فريق من قراء هذه « الظلال » أنها لون من تفسير القرآن. وقد يرى فريق آخر أنها عرض المبادئ العامة للإسلام كما جاء بها القرآن. وقد يرى فريق ثالث أنها محاولة لشرح ذلك الدستور الإلهي في الحياة والمجتمع، وبيان الحكمة في ذلك الدستور .. أما أنا فلم أتعمد شيئاً من هذا كله، وما جاوزت أن أسجل خواطري، وأنا أحيا في تلك الظلال.

كل ما حاولته ألا أغرق نفسي في بحوث لغوية أو كلامية أو فقهية، تحجب القرآن عن روحي وتحجب روحي عن القرآن. وما استطردت إلى غير ما يوحيه النص القرآني ذاته، من خاطرة روحية أو اجتماعية أو إنسانية. وما أحفل القرآن بهذه الإيحاءات.

كذلك حاولت أن أعبر عما خالج نفسي من إحساس بالجمال الفني العجيب في هذا الكتاب المعجز، ومن شعور بالتناسق في التعبير والتصوير.

ولقد كانت هذه إحدى أمانيّ منذ أن فرغت من كتاب « التصوير الفني في القرآن » قبل ثمانية أعوام، وسجلت فيه ما بدا لي واضحاً يومذاك: أن التصوير هو القاعدة الواضحة في التعبير القرآني الجميل .. وكنت قد أدرت الكتاب كله على هذا المحور لشرح هذه القاعدة، والتمثيل لها من القرآن.