صفحة:في ظلال القرآَن (1953) - سيد قطب.pdf/13

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سُورَة الفـاتحة
مَكِية وآياتها سَبْع

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ ۝٢ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ۝٣ مَـٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ ۝٤ إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ ۝٥ ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ۝٦ صِرَ ٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّينَ ۝٧ [الفاتحة:2–7]


يردد المسلم هذه السورة القصيرة ذات الآيات السبع، سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى؛ وأكثر من ضعف ذلك إذا هو صلى السنن؛ وإلى غير حد إذا هو رغب في أن يقف بين يدي ربه متطوعاً لغير الفرائض والسنن.

إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات المشاعر والأحاسيس والتوجهات، ما يشير إلى شيء من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة عند كل صلاة.

تبدأ السورة — بعد البسملة — بالتوجه إلى الله بالحمد، حيث تتضمن الآية الإقرار بالربوبية المطلقة: « رب العالمين » .. وهي إحدى كليات العقيدة الإسلامية. والرب هو المربي والراعي والسيد. فالله لم يخلق الكون ثم يتركه هملاً. إنما هو يربي ويرعي ويسود. والعوالم كلها في رعايته وتحت سيادته. وعن طريق التربية الحكيمة التي يتعهد العالمين بها، تنمو هذه العوالم وترقي، كل في اتجاهه، وكل بحسب الناموس الأزلي الذي يحكمه، وكل بحسب ما ركز في طبيعته وخلقته.