صفحة:كتاب شعراء النصرانية 1 (1890) - لويس شيخو.pdf/170

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱٥٤
شعراء اليمن (ربيعة)

يا لك من قبّرة بمعمري1
لا ترهبي خوفا ولا تستنكري
قد ذهب الصيّاد عنك فأبشري
ورفع الفخّ فماذا تحذري
خلالك الجوّ فبيضي2 واصفري
ونقّري ما شئت أن تنقّري
فأنت جاري من صروف الحذر
إلى بلوغ يومك المقدّر

وكان لكليب اربعة اخوة عدي وامرؤ القيس وسلمة وعبد الله ، وتزوج كليب جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان. وكان لمرة وهو من بني بكر عشرة بنين همام ونضلة ودب وكسر وسيّار وجندب وسعد ونجير و الحارث وجسّاس وكان اصغرهم. وكان له خالة اسمها البسوس بنت منقذ وهي التي يقال فيها اشأم من البسوس . فجاءت ونزلت على ابن اختها جسّاس فكانت جارة لبني مرّة ومعها ابن لها وناقة خوّارة مع فصيلها واسم الناقة سراب وقيل ان الناقة كانت لرجل من بني جزم تزل بالبسوس، فخرج كليب يوماً يتعهد الابل ومراعيها فأتاها وتردد فيها وكانت ابله وابـل جساس مختلطة . فنظر كليب الى سراب فانكرها . فقال له جساس وهو معه : هذه ناقة جارنا الجّرمي . فقال : لا تعد هذه الناقة الى هذا لحمى. فقال جساس : لاترعى ابلي مرعى الّا وهـذه معها . فقال كليب : لئن عادت لاضعنّ سنان سهمي في ضرعها ، فقال جساس : لين وضعت سهمك في ضرعها لاضعن سنان رمحي في صلبك ، ثم تفرّقا - وقال كليب لامرأته : أترين أنّ في العرب رجلا مانعا مني جاره . فقالت : لا أعلمه الّا جسّاسا . فحدّثها الحديث . وكان بعد ذلك اذا اراد لخروج الى الحي منعته وناشدته الله ان الّا يقطع رحمة وكانت تنعى أخاها جساسا ان يسرّح ابله

ثم ان كليبا خرج الى الحمى فوجد بيض القنبرة قد وطئتها سراب فكسرتها فغضب وامر غلامه ان : ارم ضرعها ، فخرقه بسهم وقتل فصيلها ثم طرد ابل جساس ونفاها عن مياه غديرين اسمهما شبيث والأحصّ حتى كادت تهلك عطشا. وولت سراب ولها عجيج حتى بركت بفناء صاحبها. فلمّا رأى ما بها صرخ بالذل وسمعت البسوس صراخ جارها فخرجت اليه . فلما رأت ما بناقته وضعت يدها على رأسها ثم صاحت وا ذلاه وضربت وجهها وانتزعت

خمارها. وصرخ الجرمي يدعو بالويل وتقول البسوس : وا ذلّاه وا ذلّ جاراه . فقال لها جساس :


  1. ويروى : يالك من حمرة بمحجري والمعمر المنزل وقيل هو اسمحمى كليب
  2. ويروى : فطيري