الظروف والحروف فاكثر من ان يحصى فاني كل يوم ارى منه شيئًا في كل المطبوعات تقريبًا . والعلة معروفة تصعب مداواتها لان كثيرين من الكتاب يكونون قد تعلموا في المدرسة بعض مبادئ العربية والبعض منهم لا يكون له المام بها فيستند الى غيره . وحالما يخرج الولد من المدرسة واحيانًا قبل ان يخرج يطرح بضاعته لدى العموم فيطبع المقالات والاشعار وهو يهرف بما لا يعرف فهذا الذي هتك ستر العربية ومزق حجابها كل ممزق وشعث وجناتها الناعمة فاختلط غثها بسمينها وفصيحها بكلام العامة . وسأبين شيئًا كثيرًا من هذا الخطأ فيتضح للعموم لزوم اتقان قواعد اللغة . وهذا الذي حملني ايضاً على وضع كتاب جديد سميته الاحكام الصحيحة في العربية الفصيحة وهو عبارة عن ثلثة كتب الاول في الصرف والثاني في النحو والثالث في الظروف والحروف وقد جمع هذا الكتاب فاوعى اشتات مسائل لا يعرف اكثرها الا من كثرة المطالعة مع ان الكتاب كله لا يتجاوز اربعمائة صفحة بقطع ربع وهو حتى الآن لم يطبع ولكن لا باس اذا ذكرت منه شذَيرات يتبين منها فضله ومزيته على غيرهِ
قلت في باب النسبة من كتاب الصرف «واذا كان (الاسم) بوزن فعيلة وفعيل بلفظ التكبير او التصغير من غير المضاعف والاجوف فقد تحذف ياؤه في بعض الاسماء وتثبت في بعضها فيقال في حَنِيفة وصَفيَّة وقضيَّة وجُهينة ومزَينة وأمية وعَاِيّ وثَقِيف وقُصَيّ وهُذَيل وقُرَيش . حَنَفي وصَفوي وقَضَوي وجُهَني ومُزَويّ وأُمَويّ وعَلَوي ويَقَفِيّ وقُصَوي وهُذَلِيّ وقُرَشيّ . ويفي طبيعة ورُدَينة وطُفَيل وعُقَيْل وسَلِيم . طبيعي ورُدَيني وطُفَيلي وعقيليّ وسليميّ . واما سليم بلفظ التصغير فيقال فيه سُلَمِيّ . وكل ذلك محفوظ في هذه الاسماء وقليل غيرها . واما المضاعف