حمدًا لمن انزل على نبيه الكتاب عربيًّا صريحًا .فلم يدع لغيره كلامًا يُعدّ معهُ فصيحًا .فكان منارًا يهتدي بهِ كل من نطق بالضاد وخط بالقلم .ودستورًا يُعتمد عليه ويُرجع اليه بين العرب والعجم
اما بعد ايها السادة الافاضل .ونخبة العلماء الاماثل . فان بيدكم زمام هذه المطية التي لا تذل الَّا لاهلها .وبيضة الخدر التي لا تصلح الا لبعلها .هذه اللغة التي شرفها اللّٰه على سائر اللغات .اذ اختارها مباءَةً لآياته البينات .فاودع فيها من الاسرار· ما تقف دون كشفهِ بدائه الافكار .اسرار لا ندرك بطريق الاقتباس .كما لا يغني عن الشمس النبراس .فقلَّ من عاد يلذُّ بجنی فوائدها .بعد كثرة المتطفلين على موائدها. فيتجشمون خوض بحر ليس له قرار .ليلتقطوا من الدرر الاحجار. متلجلجين على غير هدى بين تياراتها. فياتون بكل لقيطة من عباراتها .وهذا مما تأباه السجية العربية .والغيرة الادبية .