صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/21

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
﴿١٨﴾

وقولهم ( يحق لك بان تفعل كذا وظننت بانه صديقي). فما مدخل هذه الباء في فاعل يحق ومفعول ظن . اذ التقدير يحق لك فعل كذا وظننت كونه صديقي . فالباه لا معني لها لانك اذا جعلتها حرف جر فقد الفاعل في الاول ومفعول ظن في الثاني وظن تطلب مفعولها صريحاً . واذا جعلتها زائدة فلیست تزاد الا في اماكن معينة لها ذكرتها في كتابي الظروف والحروف اخدا عن الايمة فلا تزاد في فاعل الا فاعل كفي نحو كفى بالله شهيدا وفاعل أفعل التعجب نحو اكرم بزيد . ومن المفاعيل تزاد بعد بعض افعال محفوظة كقولنا القي بنفسه في الهاوية . وقذفت به وزج به في الغار. ورميت به و بعثت به اليك وقليل غير ذلك واما في مفعول ظن فمنكرة ولو وردت في بعض اشعار كما سنوضح ذلك في مكانه ان شاء الله


وقولهم ( ما اخاف غير من فلان وما امشي سوى مع فلان). فيجرون غير وسوى مجرى الا أي يجعلونهما حرفين والحال انهما اسمان فالحرف الذي يجرهما يوخرونه عنهما وكذا الظرف . ومعلوم أن المستثني بهما يكون دائماً مجرورا باضافتهما اليه فكيف يكون اعرابهما وكيف يستقيم التركيب . وتصحيح ذلك لا اخاف من غير فلان ولا امشي مع سوى فلان

وقولهم ( تشاوروا مع بعضهم البعض وتخابرا مع بعضهما بعض) . وقد تقدم الكلام على بعض بكفاية

و قولهم «كان عندي رجلان اثنان وزرت امرأتين ثنتين» فمن سمع ان العدد المثنى يوصف به . وأما الوصف بالواحد فقد جرى على لسان العرب للتأكيد. مع انه يستغني عنه وقولهم «جرى على فلان كذا كونه فعل كذا» أي لكونه . فباي مذهب يحذفون حرف التعليل . والمقرر ان مصدر كان لم يرد ولا يصح ان يرد مفعولاً لاجله . وقولهم «لدى قدوم فلان يكون كذا» . مع ان لدى