صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/24

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٢١﴾

اي ان النار كانت قد احرقت وجهها وشعرها. فتأمل - «المشهد المفجع» في كتب اللغة افجعته المصيبة. ولم يسمع افجعه المنظر. «اما كان الاجدر ان يسلب مالها فيبقي عليها» استعمال الفاء هنا موضع الواو لا وجه له عند المتأمل-«ارشد اني موضع الضرب» استعمال ارشد بمعنى أرى لا يجوز. واذا اريد ارشد ولو في غير محله يلزم بعده الى «ألَا وهو البحث عن الجاني» لا مدخل هنا لاداة الاستفتاح لان الكلام ليس استفتاحًا ولا شعرًا -«لتدفع عني غارة الزحام» الفضل لمن يفيدنا ما معنى غارة الزحام - «فأَوت الى النزل» كثيرًا ما يستعلمون هذه اللفظة بمعنى الفندق. ومن راجع عبارة القاموس ينجلي له وجه الخطاء او الوهم-(التي عزم اقتراحها) المشهور في كلام العرب عزم على الامر .واما لفظة الاقتراح فغير متمكنة - «فنزلت عليه (اي البيت) يوم الكراء وانفقت دون ترميمه...» يقال نزل المكان او في المكان ونزل على فلان اي جاءَه ضيفاً .واما الكراء موضع الاستئجار فمضحك ولفظة دون لا محل لها فيقال انفقت على ترميمه او لاجل ترميمه ـ «فمنا من ظن بها نورماندية» اي ظنها. فمن رأى في كتب العرب ظننت بزيد عاقلًا - «كانت تغامز نفسها» لو سألنا الاصمعي عن معنى هذه العبارة لتلبك - «تواضع ابنة الشر وتبغي به اليها» العامة لا تفهم هذه العبارة واما به واليها فيحيران ابن مالك وابن السكيت

لم يبقَ لزوم لسوق الانتقاد مرتبًا على الابواب الثلثة فراينا لرفع الثقلة ان نجري فيه اتفاقًا اي بمزج الابواب مع ايضاح موضع الخطاء. فنضع العبارة بدون ان نمين موضع ورودها ونكشف نقابها

«ياتي بما عنده من فنون الاستقراء ما يجلي الحقيقة» الصواب بحيث يجلو الحقيقة لان ما لا معنى لها هنا ولا محل من الاعراب. والفعل